شوقي علام في كوالالمبور: زيارة رسمية لتعزيز التعاون الديني مع ماليزيا
وصل فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية، الدكتور شوقي علام، إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور في مستهل زيارة رسمية تهدف إلى تعميق أواصر التعاون في المجالات الدينية والإفتائية والأكاديمية بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة، التي تستغرق عدة أيام، في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها دار الإفتاء المصرية لتعزيز التواصل مع المؤسسات الإسلامية الرائدة حول العالم ونشر المنهج الوسطي المعتدل.

أهداف الزيارة ومحاورها الرئيسية
تتركز أهداف الزيارة على عدة محاور استراتيجية، أبرزها تبادل الخبرات في مجال الفتوى ومواجهة التحديات المعاصرة التي تواجه العالم الإسلامي. يسعى فضيلة المفتي خلال لقاءاته إلى استعراض تجربة دار الإفتاء المصرية في مكافحة الفكر المتطرف وتفكيك الأيديولوجيات المتشددة عبر برامجها العلمية والرقمية المتقدمة. كما تشمل المباحثات سبل توحيد الجهود لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتقديم صورة صحيحة عن الإسلام تقوم على التسامح والرحمة والتعايش السلمي بين الشعوب.
لقاءات رفيعة المستوى وتوقيع مذكرات تفاهم
من المقرر أن يشهد جدول أعمال الزيارة سلسلة من اللقاءات الهامة مع كبار المسؤولين والشخصيات الدينية في ماليزيا. وفي خطوة بارزة لترسيخ التعاون المؤسسي، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين دار الإفتاء المصرية وإدارة التنمية الإسلامية الماليزية (جاكيم). وتهدف المذكرة إلى تنظيم التعاون في المجالات التالية:
- تبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بإصدار الفتاوى وضبطها.
- تطوير برامج تدريب مشتركة للأئمة والدعاة والمفتين من كلا البلدين.
- التعاون في مجال البحوث والدراسات الإسلامية التي تخدم قضايا العصر.
- الاستفادة من تجربة مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية.
كما التقى الدكتور شوقي علام بوزير الشؤون الدينية في ديوان رئيس الوزراء الماليزي، الدكتور محمد نعيم مختار، حيث أكد الجانبان على عمق العلاقات التاريخية بين مصر وماليزيا، خاصة في المجال التعليمي والديني الممتد منذ عقود طويلة.
الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المصرية الماليزية
تعد هذه الزيارة تأكيدًا على المكانة المحورية التي تحظى بها المؤسسات الدينية المصرية، وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء، لدى الأوساط الإسلامية في منطقة جنوب شرق آسيا. وتعتبر ماليزيا شريكًا رئيسيًا لمصر في نشر الفكر الإسلامي المعتدل، حيث يتلقى آلاف الطلاب الماليزيين تعليمهم في الجامعات المصرية، وخاصة جامعة الأزهر. وتعمل هذه الزيارات الرسمية على تعزيز هذا الدور وتطويره ليتناسب مع المتغيرات العالمية، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز من استقرار المجتمعات الإسلامية في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية الحديثة.





