شيف شهير يروي تجربته في إعداد الولائم لشي جينبينغ وإيمانويل ماكرون
في مقابلة حديثة نُشرت أوائل شهر مايو 2024، كشف الطاهي الفرنسي الشهير، جان بيير دوبون (اسم افتراضي)، عن تفاصيل مثيرة وتحديات فريدة واجهها خلال إعداد الولائم الرسمية لكبار قادة العالم، وعلى رأسهم الزعيم الصيني شي جينبينغ والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. جاءت تصريحات دوبون لتسلط الضوء على الجانب غير المرئي من الدبلوماسية الدولية، حيث يلعب الطعام دورًا محوريًا في بناء الجسور الثقافية وتعزيز العلاقات السياسية.

خلفية: الدبلوماسية على مائدة الطعام
لطالما كانت الولائم الرسمية جزءًا لا يتجزأ من الزيارات الدبلوماسية والقمم الدولية. تتجاوز هذه المآدب مجرد تقديم الطعام؛ إنها تُعد تعبيرًا عن التقدير والاحترام، وفرصة للمضيف لاستعراض ثقافته وكرمه. في سياق العلاقات الفرنسية الصينية، التي تشهد تطورات مستمرة وتحديات معقدة، تكتسب هذه اللقاءات رفيعة المستوى أهمية خاصة. تعكس اختيارات القائمة والمكونات المستخدمة، وحتى طريقة التقديم، رسائل سياسية وثقافية دقيقة، تُصمم بعناية فائقة لتناسب أذواق الضيوف وتطلعات المضيفين.
أشار الطاهي دوبون، الذي يمتلك مسيرة مهنية حافلة في أرقى المطابخ الفرنسية والعالمية، إلى أن العمل على ولائم لقادة بحجم شي جينبينغ وإيمانويل ماكرون يضع ضغطًا هائلاً على فريقه. فبالإضافة إلى ضرورة تحقيق التميز في الطعم والجودة، يجب أن تتوافق كل التفاصيل مع البروتوكولات الدبلوماسية الصارمة، وأن تُلبي متطلبات أمنية ولوجستية معقدة. تتضمن هذه العملية أسابيع من التخطيط المسبق، واختيار الموردين بعناية فائقة، وحتى إجراء اختبارات متعددة على كل طبق لضمان خلوه من أي مشاكل محتملة.
كواليس إعداد ولائم القادة: فن الدبلوماسية الغذائية
روى جان بيير دوبون أن التحضير لوليمة يشارك فيها رئيسان بهذا الثقل يبدأ بفهم عميق للثقافة الغذائية للضيف. في حالة شي جينبينغ، كان التركيز على دمج النكهات الفرنسية التقليدية مع لمسات تعكس التقاليد الصينية، أو على الأقل تجنب المكونات التي قد لا تكون مألوفة أو مفضلة للذوق الآسيوي. وقد تضمن ذلك استخدام مكونات موسمية محلية من أجود الأنواع الفرنسية، مع تقديمها بطرق أنيقة ومعاصرة.
- الدقة المتناهية: أكد دوبون أن كل عنصر في الطبق يجب أن يكون مثاليًا، من درجة حرارة التقديم إلى الترتيب الفني على الطبق. أي خطأ بسيط يمكن أن يُفسر بشكل خاطئ في سياق دبلوماسي حساس.
- التحديات اللوجستية: تحدث عن التعقيدات المتعلقة بالتأمين الغذائي، حيث يتم فحص كل مكون بدقة لضمان سلامته. كما أن التنسيق مع فرق الحماية الشخصية لكلا الرئيسين يتطلب درجة عالية من الاحترافية والسرية.
- التوازن الثقافي: كانت إحدى أبرز التحديات هي تحقيق التوازن بين إبراز المطبخ الفرنسي الرفيع، وبين تقديم أطباق مريحة ومقبولة للضيف الصيني. قد يشمل ذلك تقديم خيارات متعددة أو تضمين عناصر رمزية في القائمة.
- تفضيلات القادة: على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لتفضيلات القادة تظل سرية، إلا أن دوبون ألمح إلى أن البساطة والأصالة غالبًا ما تكون المفتاح لإثارة إعجاب الضيوف رفيعي المستوى، بعيدًا عن البهرجة المبالغ فيها.
الأهمية والتأثير: أكثر من مجرد وجبة
القصص التي يرويها طهاة مثل جان بيير دوبون ليست مجرد حكايات عن فن الطبخ، بل هي لمحات نادرة وعميقة في عالم الدبلوماسية العليا. تُبرز هذه التجارب كيف أن أدق التفاصيل في الإعداد والتنفيذ يمكن أن تؤثر على الأجواء العامة للاجتماعات الثنائية. فمائدة الطعام، في هذه المستويات، تتحول إلى منصة غير رسمية للحوار، حيث يمكن بناء الثقة وتوطيد العلاقات الشخصية بين القادة بعيدًا عن قاعات المفاوضات الرسمية.
تُسهم هذه الولائم في تعزيز الصورة الثقافية للدولة المضيفة، وتُقدم تجربة لا تُنسى للضيوف، مما قد يترك أثرًا إيجابيًا على مجرى العلاقات الدولية. إن شهادة طاهٍ مرموق مثل دوبون تذكرنا بأن الفن والذوق الرفيع يلعبان دورًا حيويًا في العلاقات الدبلوماسية، وأن العمل خلف الكواليس لا يقل أهمية عن الأحداث العلنية في تشكيل مسار السياسة العالمية.




