ترامب يتجاهل سؤالاً حول التجارب النووية قبل لقائه التاريخي مع شي جينبينغ
في حدث لافت سبق اجتماعاً وُصف بالتاريخي يوم الخميس في كوريا الجنوبية، تجنب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الإجابة على سؤال مباشر من أحد المراسلين الصحفيين. تمحور السؤال حول تقارير تشير إلى إعلان وشيك ومفاجئ باستئناف الولايات المتحدة لتجاربها على الأسلحة النووية، وذلك كرد فعل على الأنشطة المماثلة التي تقوم بها دول منافسة.

تفاصيل الواقعة
طُرح السؤال على الرئيس ترامب خلال جلسة تصوير قبيل محادثاته الثنائية مع نظيره الصيني، شي جينبينغ. استفسر المراسل عن صحة المعلومات التي تفيد بأن الإدارة الأمريكية كانت تدرس بجدية خيار العودة إلى إجراء التفجيرات النووية التجريبية "فوراً". وبدلاً من تقديم إجابة أو نفي، تجاهل ترامب السؤال تماماً وواصل تركيزه على اللقاء المرتقب مع الرئيس الصيني، مما ترك الباب مفتوحاً أمام التكهنات حول نوايا واشنطن الحقيقية.
خلفية وسياق اللقاء
جاء هذا اللقاء في فترة اتسمت بالتوتر الشديد في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، حيث كانت الحرب التجارية بين البلدين في أوجها، إلى جانب الخلافات العميقة حول قضايا استراتيجية أخرى مثل ملف كوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي. وُصف الاجتماع بأنه "تاريخي" لأنه كان يمثل فرصة حاسمة للرئيسين لمحاولة نزع فتيل التوتر والبحث عن أرضية مشتركة، خاصة على هامش قمة مجموعة العشرين التي كانت تُعقد في تلك الفترة.
إن اختيار كوريا الجنوبية كمكان للقاء أضاف بعداً جيوسياسياً مهماً، نظراً لقربها من كوريا الشمالية، التي يمثل برنامجها النووي أحد أكبر التحديات الأمنية في المنطقة والعالم. وكان أي نقاش حول الأسلحة النووية، سواء الأمريكية أو غيرها، يحمل حساسية خاصة في هذا السياق.
أهمية الحديث عن التجارب النووية
يثير مجرد طرح فكرة استئناف الولايات المتحدة للتجارب النووية قلقاً دولياً واسعاً، حيث تلتزم واشنطن بوقف طوعي للتفجيرات النووية التجريبية منذ عام 1992. ويعتبر هذا الالتزام حجر زاوية في الجهود العالمية للحد من انتشار الأسلحة النووية. إن التراجع عن هذه السياسة قد تكون له عواقب وخيمة، منها:
- إشعال سباق تسلح جديد: قد يدفع استئناف التجارب الأمريكية كلاً من روسيا والصين إلى فعل الشيء نفسه، مما يؤدي إلى سباق تسلح نووي جديد بين القوى الكبرى.
- تقويض معاهدات حظر الانتشار: يمكن أن يضعف هذا القرار من نظام معاهدة حظر الانتشار النووي، ويشجع دولاً أخرى على تطوير برامجها النووية الخاصة.
- تغيير استراتيجي في السياسة الأمريكية: سيمثل هذا الإجراء تحولاً جذرياً في العقيدة الأمنية للولايات المتحدة التي استمرت لعقود تحت إدارات ديمقراطية وجمهورية على حد سواء.
لذلك، لم يكن السؤال الذي وجهه المراسل مجرد استفسار عابر، بل كان يمس صميم الاستقرار والأمن الدوليين. وتجاهل ترامب للإجابة، سواء كان مقصوداً أم لا، أضاف طبقة من الغموض حول سياسة إدارته في هذا الملف الحساس.
التداعيات المحتملة لعدم الرد
على الرغم من أن عدم الرد لا يعني تأكيداً للمعلومات، إلا أنه في عالم الدبلوماسية الدولية، يمكن أن يُقرأ الصمت بطرق متعددة. قد يرى البعض أن هذا التجاهل كان تكتيكاً مقصوداً لإبقاء الخصوم في حالة من الحيرة، أو ربما لتجنب إثارة جدل كبير مباشرة قبل محادثات حساسة مع الرئيس الصيني. وفي كلتا الحالتين، سلطت هذه الحادثة القصيرة الضوء على الأجواء المشحونة التي أحاطت بالسياسة الخارجية الأمريكية في تلك الفترة، وأبرزت كيف يمكن لسؤال واحد لم تتم الإجابة عليه أن يتردد صداه في جميع أنحاء العالم.





