ترامب يكشف عن تجديدات فاخرة في حمام غرفة نوم لينكولن بالبيت الأبيض
خلال فترة رئاسته، أجرى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعديلات لافتة على الديكور الداخلي للبيت الأبيض ليتناسب مع ذوقه الشخصي، ومن أبرز هذه التغييرات تجديد شامل ومثير للجدل لحمام ملحق بـغرفة نوم لينكولن الشهيرة. وقد تم الكشف عن تفاصيل هذه التجديدات بشكل واسع في تقارير إعلامية وكتب صدرت بعد مغادرته منصبه، مما أثار نقاشاً حول كيفية الموازنة بين التحديث والحفاظ على الطابع التاريخي للمقر الرئاسي الأمريكي.

الأهمية التاريخية لغرفة لينكولن
تحتل "غرفة نوم لينكولن" مكانة رمزية خاصة في تاريخ الولايات المتحدة. على عكس ما يوحي به اسمها، لم تكن هذه الغرفة مكان نوم الرئيس السادس عشر أبراهام لينكولن، بل كانت مكتبه وجناحه الخاص الذي أدار منه جزءاً كبيراً من الحرب الأهلية. والأهم من ذلك، أن لينكولن وقع فيها على إعلان تحرير العبيد في 1 يناير 1863، وهو حدث محوري في تاريخ البلاد. لهذا السبب، تُعتبر الغرفة وكل ملحقاتها جزءاً من التراث الوطني، ويتم التعامل مع أي تغييرات فيها بحذر شديد.
تفاصيل التجديدات: بصمة من الرخام والذهب
وفقاً لمصادر متعددة، بما في ذلك شهادات من مساعدين سابقين مثل ما ورد في كتاب السكرتيرة الصحفية السابقة ستيفاني غريشام، فإن التجديدات التي أشرف عليها ترامب غيرت معالم الحمام بالكامل. تم استبدال التصميم السابق، الذي كان يتسم بالبساطة ويتناسب مع الطراز التاريخي للغرفة، بتصميم عصري شديد الفخامة. طغى على الحمام الجديد استخدام الرخام المصقول على نطاق واسع في الأرضيات والجدران، بالإضافة إلى تركيب تجهيزات صحية ومقابض مطلية بالذهب، مما يعكس الأسلوب المميز لترامب في عقاراته الخاصة، مثل شقته في برج ترامب بنيويورك.
دوافع التغيير وردود الفعل
جاءت هذه الخطوة ضمن رغبة ترامب المعلنة في "تحديث" أجزاء من البيت الأبيض، الذي وصفه في بعض التصريحات بأنه بحاجة إلى تجديد. رأى ترامب أن المرافق قديمة وتحتاج إلى لمسة من الفخامة العصرية التي يفضلها. وبينما يتمتع الرؤساء بحرية إجراء تعديلات على الأجزاء السكنية الخاصة في البيت الأبيض، أثارت الطبيعة الرمزية لغرفة لينكولن حساسية خاصة تجاه هذه التغييرات.
أثارت التجديدات انتقادات من قبل بعض المؤرخين والمهتمين بالحفاظ على التراث، الذين اعتبروها تعدياً على الطابع التاريخي لمكان يحمل إرثاً وطنياً عظيماً. في المقابل، يرى آخرون أن التحديث كان ضرورياً وأن هذه التغييرات تقع ضمن صلاحيات الرئيس. يبقى هذا الجدل مثالاً على التباين بين الرؤية الشخصية للقادة السياسيين والقيمة الرمزية والتاريخية للمؤسسات التي يمثلونها.





