طهران تصف اتهامات بمحاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بأنها "دعاية"
نفت إيران بشدة الاتهامات الموجهة إليها بالوقوف وراء مخطط مزعوم لاغتيال سفيرة إسرائيل لدى قبرص، واصفة هذه الادعاءات بأنها جزء من "دعاية" وحملة إعلامية عدائية يشنها النظام الإسرائيلي. جاء النفي الإيراني ردًا على تقارير إعلامية وتصريحات لمسؤولين إسرائيليين أفادت بأن الأجهزة الأمنية القبرصية، بالتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، أحبطت محاولة هجوم كانت تستهدف مواطنين إسرائيليين على الأراضي القبرصية.

تفاصيل المخطط المزعوم
وفقًا للمعلومات التي أعلنها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن السلطات القبرصية ألقت القبض على خلية يُعتقد أنها كانت تخطط لاستهداف رجال أعمال إسرائيليين ومصالح أخرى في مدينة ليماسول. وأشارت بعض التقارير إلى أن قائمة الأهداف المحتملة كانت تشمل أيضًا السفيرة الإسرائيلية في نيقوسيا. وأفادت المصادر بأن العملية الأمنية أسفرت عن اعتقال عدد من المشتبه بهم، بينهم شخص يُعتقد أنه العقل المدبر للخلية، والذي قيل إنه يحمل جواز سفر أجنبيًا ويعمل بتوجيهات من الحرس الثوري الإيراني.
لم تكشف السلطات القبرصية عن تفاصيل كثيرة حول هوية المعتقلين أو طبيعة المخطط بشكل دقيق، مؤكدةً أن التحقيقات لا تزال جارية. إلا أن التعاون الاستخباراتي الوثيق مع إسرائيل والولايات المتحدة كان عاملاً حاسماً في إحباط الهجوم قبل تنفيذه.
ردود الفعل الرسمية
كانت ردود الفعل متباينة بين الأطراف المعنية. فمن جانبها، سارعت طهران إلى نفي أي صلة لها بالموضوع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وتهدف إلى صرف الانتباه عن القضايا الداخلية لإسرائيل وإلحاق الضرر بالعلاقات الودية بين إيران وقبرص.
في المقابل، أكدت إسرائيل أن الحادث دليل آخر على ما وصفته بـ "الإرهاب الإيراني" الذي يسعى لاستهداف الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم. وشكرت الحكومة الإسرائيلية نظيرتها القبرصية على جهودها في إحباط الهجوم، مشددة على أنها ستواصل العمل بكل الوسائل لحماية مواطنيها في الخارج.
سياق الصراع المستمر
يأتي هذا الحادث في خضم "حرب الظل" طويلة الأمد والمستمرة بين إيران وإسرائيل. ويشمل هذا الصراع الخفي مجموعة واسعة من الأنشطة العدائية التي نادرًا ما يعترف بها أي من الطرفين رسميًا. وتشمل أبرز فصول هذا الصراع ما يلي:
- هجمات سيبرانية استهدفت البنية التحتية الحيوية في كلا البلدين.
- عمليات استهداف لسفن تجارية مرتبطة بإيران وإسرائيل في الممرات المائية الدولية.
- اغتيال علماء نوويين إيرانيين، وهي عمليات ألقت طهران باللوم فيها على الموساد الإسرائيلي.
- إحباط مخططات سابقة في دول مثل تركيا، اليونان، وجورجيا قيل إنها كانت تستهدف سياحًا ورجال أعمال إسرائيليين.
يعكس هذا النمط من الحوادث امتداد الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى دول ثالثة، مما يخلق تحديات أمنية ودبلوماسية لتلك الدول التي تجد نفسها ساحة لتصفية الحسابات.
الأهمية والدلالات
تكمن أهمية إحباط هذا المخطط المزعوم في قبرص في كونه يسلط الضوء على استمرار التوترات الشديدة بين طهران وتل أبيب وقدرتها على الامتداد إلى الأراضي الأوروبية. وتُعتبر قبرص، بسبب قربها الجغرافي من الشرق الأوسط وعلاقاتها القوية مع إسرائيل، وجهة حساسة أمنيًا. ويؤكد الحادث على حالة التأهب الدائمة التي تعيشها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لحماية دبلوماسييها ومواطنيها في الخارج، كما يضع ضغوطًا على علاقات قبرص الدبلوماسية مع إيران.





