عمرو سعد يكشف تفاصيل تجسيده لشخصية جمال عبد الناصر في فيلم "الست"
كشف الفنان عمرو سعد مؤخراً عن منهجيته في التحضير لدوره المرتقب، حيث يجسد شخصية الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في الفيلم السينمائي الجديد "الست"، الذي يتناول السيرة الذاتية لكوكب الشرق أم كلثوم. وفي تصريحات حديثة، أوضح سعد أنه اتبع أسلوباً فريداً للتعمق في الشخصية، مبتعداً عن القوالب الفنية المعتادة لتصوير الزعماء التاريخيين.

منهجية التحضير وتجنب التقليد
أكد عمرو سعد أنه تعمد عدم مشاهدة الأعمال الفنية السابقة التي تناولت شخصية جمال عبد الناصر، وذلك لتجنب التأثر بأي أداء سابق أو تقليد غير مقصود. وبدلاً من ذلك، ركز في تحضيراته على بناء الشخصية من الألف إلى الياء، معتمداً على المصادر التاريخية والوثائقية الأصلية. تهدف هذه الطريقة إلى تقديم رؤية جديدة ومختلفة لشخصية عبد الناصر، ترتكز على فهم أعمق لجوانبه النفسية والإنسانية، بعيداً عن الصورة الأيقونية المعروفة.
وتضمنت عملية التحضير للدور عدة جوانب أساسية، منها:
- دراسة الخطب والتسجيلات الصوتية الأصلية لعبد الناصر لتحليل نبرة صوته ولغة جسده.
- الاطلاع على كتابات ومذكرات تاريخية لفهم الأبعاد السياسية والاجتماعية التي شكلت شخصيته.
- التركيز على تفاصيل العلاقة التي جمعته بأم كلثوم، والتي تعد محوراً رئيسياً في أحداث الفيلم.
- بناء الأداء على الجوهر الداخلي للشخصية بدلاً من الاكتفاء بالمحاكاة الخارجية للشكل أو الصوت.
عن فيلم "الست" والسياق التاريخي
فيلم "الست" هو عمل سينمائي طال انتظاره، من إخراج مروان حامد وتأليف الكاتب أحمد مراد، ويقدم قصة حياة أسطورة الغناء العربي أم كلثوم، التي تقوم بدورها الفنانة منى زكي. يستعرض الفيلم المحطات الرئيسية في مسيرتها الفنية والشخصية، مسلطاً الضوء على تأثيرها الثقافي والاجتماعي الهائل في مصر والعالم العربي.
تعتبر شخصية جمال عبد الناصر جزءاً لا يتجزأ من حكاية أم كلثوم، حيث جمعتهما علاقة وثيقة ومميزة. فقد كان عبد الناصر من أكبر الداعمين لمسيرتها، ورأى في فنها رمزاً للهوية المصرية والعربية، بينما لعبت هي دوراً وطنياً بارزاً من خلال حفلاتها التي كانت تخصص أرباحها لدعم المجهود الحربي بعد نكسة عام 1967. ومن المتوقع أن يستعرض الفيلم هذه العلاقة المركبة التي جمعت بين الفن والسياسة في مرحلة حاسمة من تاريخ مصر الحديث.
أهمية الدور والتوقعات
يمثل تجسيد شخصية بحجم وقيمة جمال عبد الناصر تحدياً كبيراً لأي فنان، نظراً لمكانته الراسخة في الذاكرة الجماعية العربية. ويضع اختيار عمرو سعد لهذا الدور سقفاً عالياً من التوقعات لدى الجمهور والنقاد، خاصة مع نهجه المغاير في التحضير. ويُنظر إلى هذا الدور على أنه محطة فنية فارقة في مسيرة سعد، قد تقدم إضافة نوعية للأعمال التي أرّخت لهذه الشخصية التاريخية المحورية.





