مدحت العدل يرد على منتقدي فيلم "الست" ويدافع عن اختيار منى زكي
أثار الإعلان عن فيلم جديد يتناول السيرة الذاتية لكوكب الشرق أم كلثوم، والذي يحمل عنوان "الست"، عاصفة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية. وفي مواجهة هذه الانتقادات الواسعة، خرج السيناريست مدحت العدل، مؤلف العمل، عن صمته ليوضح العديد من النقاط الشائكة ويدافع عن المشروع الذي طال انتظاره، خاصة فيما يتعلق باختيار النجمة منى زكي لتجسيد الشخصية المحورية.

خلفية المشروع وموجة الجدل الأولى
بدأت القصة مع إعلان المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، عن دعم الهيئة لإنتاج فيلم سينمائي ضخم عن حياة الفنانة الراحلة أم كلثوم. ويكتب الفيلم مدحت العدل ويخرجه مروان حامد، بينما أُسند دور البطولة للفنانة منى زكي. وفور انتشار الخبر، انقسمت آراء الجمهور بشكل حاد، حيث تركزت الانتقادات المبكرة حول عدة محاور رئيسية:
- اختيار البطلة: اعتبر الكثير من المعلقين أن منى زكي، على الرغم من موهبتها الفنية الكبيرة، لا تشبه أم كلثوم من حيث الملامح الجسدية أو الحضور "الكاريزما"، معبرين عن خشيتهم من عدم قدرتها على إقناع المشاهدين بالشخصية الأيقونية.
- الملصق الترويجي المبدئي: انتشر تصميم لملصق دعائي للفيلم يظهر صورة مركبة لوجه منى زكي على جسد أم كلثوم، وهو ما قوبل بسخرية وانتقادات لاذعة، حيث وصفه الكثيرون بأنه تصميم رديء لا يليق بقامة كوكب الشرق.
- التمويل الخارجي: أبدى البعض قلقهم من أن تمويل المشروع من قبل جهة غير مصرية قد يؤثر على الهوية الفنية للعمل الذي يتناول أحد أبرز الرموز الوطنية المصرية.
توضيحات مدحت العدل ورده على الانتقادات
في تصريحات إعلامية متعددة، حرص مدحت العدل على تفنيد هذه الانتقادات وتقديم رؤية فريق العمل. وقد شدد على أن الحكم على المشروع في مراحله الأولى هو حكم متسرع وغير عادل، موضحاً عدة نقاط جوهرية. أولاً، دافع بقوة عن اختيار منى زكي، مؤكداً أن التشابه الشكلي ليس هو المعيار الوحيد في أفلام السيرة الذاتية، بل الأهم هو قدرة الممثل على تقمص روح الشخصية وأبعادها النفسية، وهو ما يثق تماماً في قدرة منى زكي على تحقيقه ببراعة. وأشار إلى أنها ممثلة كبيرة قادرة على التحول والتلوّن لتناسب أي دور يُسند إليها.
ثانياً، وفيما يتعلق بالملصق الذي أثار الجدل، أكد العدل أن هذا التصميم ليس رسمياً على الإطلاق، بل هو مجرد تصميم من صنع أحد الهواة أو المعجبين انتشر على الإنترنت، وأن الشركة المنتجة لم تصدر أي ملصقات دعائية رسمية للفيلم بعد. ودعا الجمهور إلى انتظار المواد الترويجية الفعلية قبل إطلاق الأحكام. كما طالب بمنح فريق العمل فرصة لتقديم رؤيتهم الفنية، مشيراً إلى أن الجميع، من المؤلف إلى المخرج وطاقم العمل، يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتقديم عمل فني يليق بتاريخ أم كلثوم العظيم.
الأهمية الثقافية لشخصية أم كلثوم
تكمن حساسية هذا المشروع في المكانة الفريدة التي تحتلها أم كلثوم في الوجدان العربي. فهي ليست مجرد مطربة، بل رمز ثقافي ووطني ارتبط صوتها بأحداث تاريخية كبرى في مصر والعالم العربي. ولذلك، فإن أي عمل فني يتناول سيرتها يخضع لرقابة شعبية ونقدية شديدة، حيث يرى الجمهور أن أي تجسيد لها يجب أن يكون على قدر المسؤولية التاريخية والفنية. هذا الإرث الثقيل هو ما يفسر ردود الفعل القوية والمبكرة على مجرد الإعلان عن الفيلم، ويعكس مدى ارتباط الجمهور العربي بشخصيتها وتراثها.
المستقبل المتوقع للفيلم
على الرغم من الجدل الدائر، يمضي فريق العمل قدماً في التحضير للفيلم، الذي من المتوقع أن يكون واحداً من أضخم الإنتاجات السينمائية في المنطقة. ويبقى المشروع قيد التحضير في مراحله الأولية، وسط ترقب كبير من الجمهور والنقاد على حد سواء لمعرفة كيف سيتمكن هذا الفريق الفني من تقديم سيرة "الست" بشكل يرضي طموحات محبيها ويحترم مكانتها الخالدة في تاريخ الفن العربي. لقد وضعت هذه الانتقادات المبكرة المشروع تحت ضغط هائل لتقديم عمل استثنائي يفوق التوقعات.





