عمرو سلامة يكشف تفاصيل أزمته مع منتجي «شمس الزناتي 2»
أثار المخرج المصري عمرو سلامة جدلاً واسعًا في الأوساط الفنية مع بداية عام 2023، عندما نشر بيانًا مطولًا عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، كشف فيه عن تفاصيل خلافه وأزمته مع الشركة المنتجة لفيلم «شمس الزناتي 2»، الذي يمثل استكمالًا لواحد من أيقونات السينما المصرية. وقد حمل البيان اتهامات واضحة للمنتجين بسوء التعامل والتنصل من اتفاقيات سابقة، مما أعاد تسليط الضوء على قضايا حقوق الملكية الفكرية والأخلاقيات المهنية في صناعة السينما.
خلفية الأزمة وبداية المشروع
تعود جذور الأزمة إلى مشروع فيلم «شمس الزناتي 2»، وهو الجزء الثاني من الفيلم الأيقوني «شمس الزناتي» الذي أنتج عام 1987 وقام ببطولته الفنان الكبير عادل إمام وأخرجه سمير سيف. يعتبر الفيلم الأصلي علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، وقد رسخ في ذاكرة الجمهور كأحد أبرز الأفلام الأكشن والوطنية. ومع إعلان نية إنتاج جزء ثانٍ بطولة الفنان محمد إمام، ابن عادل إمام، استقبل الجمهور هذا الخبر بحماس ممزوج بالترقب والقلق حول كيفية الحفاظ على روح العمل الأصلي وتقديم إضافة قوية تليق بتاريخه.
وفقًا لبيان عمرو سلامة، فقد بدأ اهتمامه بالمشروع قبل سنوات، حيث تلقى عرضًا للمشاركة في تطوير الفكرة وكتابة السيناريو أو الإخراج. وذكر سلامة أنه قضى وقتًا وجهدًا كبيرين في البحث والتفكير ووضع تصور شامل للفيلم، محاولًا إيجاد زاوية جديدة ومبتكرة لاستكمال قصة «شمس الزناتي» مع الحفاظ على جوهرها. وقد وصل إلى مراحل متقدمة في تطوير الفكرة وكتابة مسودة أولية، وكان هناك تفاهمات مبدئية مع الجهة المنتجة حول دوره ومساهماته الفنية.
موقف عمرو سلامة وتفاصيل شكواه
تتمحور شكوى عمرو سلامة حول عدة نقاط أساسية تشير إلى انتهاك لالتزامات مهنية وأخلاقية. أبرز هذه النقاط هي أن الشركة المنتجة، بعد فترة من التعاون وتبادل الأفكار وتطوير السيناريو، قامت بالتراجع عن الاتفاقيات الشفهية أو المبدئية التي كانت قائمة. يدعي سلامة أن الجهة المنتجة قررت المضي قدمًا في المشروع بطريقة مختلفة تمامًا، أو حتى باستخدام جزء من الأفكار التي طورها، دون التشاور معه أو منحه التقدير المناسب لجهوده الفنية والفكرية. ولقد شعر سلامة بأن عمله وجهده تعرضا للتجاهل، وأن هناك محاولة للاستفادة من أفكاره دون إعطائه حقه كمبدع.
أشار سلامة في بيانه إلى أن هذا التصرف يمثل نمطًا متكررًا في الصناعة، حيث يتم تجاهل حقوق المؤلفين والمطورين في مراحل مبكرة من المشاريع. وقد أعرب عن خيبة أمله من عدم وجود احترافية كافية في التعامل مع المبدعين، مؤكدًا على أن هذا السلوك لا يضر بالمشروع الفني فحسب، بل يضر أيضًا بسمعة الصناعة بأكملها ويعيق تطورها. كما تطرق إلى قضية الوضوح والشفافية في العقود والاتفاقيات، داعيًا إلى ضرورة توثيق جميع التفاصيل لحماية حقوق الأطراف كافة.
ردود الفعل والتداعيات
عقب انتشار بيان عمرو سلامة، تباينت ردود الأفعال في الأوساط الفنية والإعلامية. عبر عدد من الفنانين والمخرجين عن تضامنهم مع سلامة، مؤكدين على أهمية حماية حقوق المبدعين وضرورة وجود آليات واضحة لضمان ذلك. اعتبر البعض أن هذه الأزمة تسلط الضوء على ثغرات موجودة في نظام الإنتاج السينمائي، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الأفكار الأولية ومراحل التطوير المبكرة التي قد لا تكون مغطاة بعقود رسمية صارمة.
من جانب آخر، التزمت الشركة المنتجة أو الفنان محمد إمام، الذي يتردد اسمه بشدة كبطل للفيلم، الصمت حيال اتهامات سلامة، أو أصدرت بيانات مقتضبة لا تتطرق إلى جوهر الخلاف بشكل مباشر. هذا الصمت أثار المزيد من التكهنات والتساؤلات حول حقيقة ما جرى خلف الكواليس. أما الجمهور، فقد انقسم بين مؤيد لموقف سلامة ومطالب بإنصافه، وبين من يرى أن هذه الخلافات طبيعية في العملية الإبداعية وأنها يجب أن تحل بشكل داخلي.
أهمية القضية وتأثيرها على الصناعة
تتجاوز أهمية أزمة عمرو سلامة مع منتجي «شمس الزناتي 2» مجرد خلاف بين طرفين؛ إنها تكشف عن قضايا أعمق تمس قلب صناعة السينما. تعتبر هذه القضية بمثابة تذكير بضرورة وضع معايير واضحة وصارمة لضمان حقوق الملكية الفكرية واحترام الجهد الإبداعي، خصوصًا في المراحل التمهيدية لتطوير الأفلام. فغياب هذه المعايير قد يؤدي إلى فقدان الثقة بين المبدعين والمنتجين، ويعيق تدفق الأفكار الجريئة والمبتكرة.
كما أن هذه الحادثة تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها المخرجون والكتاب في تأمين حقوقهم، وتدفع باتجاه مراجعة وتحديث القوانين واللوائح المنظمة للعلاقات التعاقدية في القطاع الفني. إنها دعوة لتعزيز الشفافية والمساءلة، وتؤكد على أن سمعة الصناعة وتقدمها مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بمدى احترامها لحقوق جميع العاملين فيها. وفي ظل التحضيرات المستمرة لفيلم «شمس الزناتي 2»، يبقى مصير العمل ومستقبل التعاون بين المبدعين والمنتجين في مثل هذه الظروف محل ترقب واهتمام.
