غياب مرشحين مصريين عن قائمة أفضل لاعب صاعد في أفريقيا 2025
كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) في الثامن من أكتوبر 2025 عن القائمة النهائية للمرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب صاعد في القارة السمراء لعام 2025، وهي الجائزة التي تكرم أبرز المواهب الشابة الصاعدة في كرة القدم الإفريقية. الخبر اللافت للانتباه في هذه القائمة هو الخلو التام من أي لاعب مصري، مما أثار العديد من التساؤلات والمناقشات في الأوساط الكروية المصرية والقارية.

خلفية الجائزة وأهميتها
تُعد جائزة أفضل لاعب صاعد في إفريقيا من الجوائز المرموقة التي يمنحها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم سنوياً، بهدف تسليط الضوء على اللاعبين الشباب الذين يظهرون إمكانيات واعدة ويقدمون مستويات مميزة سواء مع أنديتهم أو منتخبات بلادهم. تساهم هذه الجائزة في تحفيز المواهب الصاعدة ومنحها دفعة قوية في مسيرتها الاحترافية، كما أنها مؤشر على قوة قاعدة الشباب الكروية في الدول الإفريقية. على مر السنين، شهدت الجائزة تتويج العديد من النجوم الذين أصبحوا فيما بعد أيقونات في كرة القدم العالمية، مما يؤكد أهميتها كمقياس للمستقبل الكروي للقارة.
تطورات الإعلان والقائمة المرشحة
تم الإعلان عن القائمة المختصرة للمرشحين هذا العام عبر المنصات الرسمية للكاف، وشملت القائمة مجموعة من الأسماء البارزة من عدة دول إفريقية مثل نيجيريا، المغرب، غانا، والسنغال. هؤلاء اللاعبون قدموا أداءً لافتاً في البطولات القارية للأندية، مثل دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، بالإضافة إلى مشاركاتهم الفعالة في الدوريات الأوروبية الكبرى، مما جعلهم يستوفون المعايير التي يضعها الكاف لاختيار المرشحين، والتي تشمل العمر (غالباً تحت 23 عاماً) والأداء الفردي والجماعي والتأثير على نتائج فرقهم ومنتخباتهم.
الغياب المصري عن هذه القائمة كان صادماً للعديد من المتابعين، خاصة وأن الكرة المصرية لطالما عرفت بإنتاجها للمواهب الشابة التي أثرت الملاعب الإفريقية والعالمية. تُشير هذه النتيجة إلى ضرورة تقييم الوضع الحالي لتطوير اللاعبين الشباب في مصر، ومراجعة الاستراتيجيات المتبعة للوصول بهم إلى مستويات تنافسية قارية وعالمية.
تحليل أسباب الغياب المحتملة
يمكن أن يُعزى غياب اللاعبين المصريين عن قائمة المرشحين لعدة عوامل محتملة:
- تراجع ظهور المواهب الشابة في البطولات القارية: ربما لم يتمكن أي لاعب مصري شاب من تحقيق حضور قوي أو أداء استثنائي يلفت الأنظار في بطولات الكاف للأندية أو المنتخبات خلال الفترة المحددة للجائزة.
 - قلة الاحتراف الخارجي البارز: على الرغم من وجود بعض اللاعبين المصريين المحترفين في الخارج، قد لا يكون أداء الشباب منهم قد وصل إلى مستوى يمكنه من المنافسة على جائزة بهذا الحجم أمام لاعبين آخرين ينشطون في الدوريات الأوروبية الكبرى ويشاركون بانتظام.
 - المنافسة الشديدة من القارات الأخرى: دول إفريقية أخرى مثل نيجيريا وغانا والمغرب والسنغال تستثمر بشكل كبير في أكاديميات كرة القدم وتصدير المواهب الشابة إلى أوروبا، مما يزيد من حدة المنافسة على هذه الجوائز الفردية.
 - تأثير الفئات العمرية: قد يكون بعض اللاعبين المصريين الواعدين قد تجاوزوا الحد الأقصى للعمر المسموح به للجائزة، أو أن النجوم الصاعدة لم تصل بعد إلى مستوى النضج الكافي للمنافسة على هذا المستوى.
 
التداعيات والآفاق المستقبلية
هذا الغياب ليس مجرد إحصائية عابرة، بل هو مؤشر قد يدعو إلى وقفة تأمل في مسار تطوير كرة القدم المصرية على مستوى الشباب. قد يكون دافعاً للاتحاد المصري لكرة القدم والأندية المحلية لإعادة النظر في برامج اكتشاف ورعاية المواهب، والتركيز على توفير بيئة تساعد اللاعبين الشباب على التطور والانتقال إلى مستويات أعلى، سواء محلياً أو عالمياً.
من المهم أن تستفيد الكرة المصرية من هذه الملاحظة لتحديد نقاط الضعف والعمل على معالجتها، بما يضمن عودة المواهب المصرية الشابة للتألق والمنافسة بقوة على أرفع الجوائز القارية والدولية في السنوات المقبلة. إن الاستثمار في قطاعات الناشئين وتوفير فرص الاحتكاك الدولي المبكر قد يكون مفتاحاً لضمان عودة مصر بقوة إلى قائمة المرشحين في المستقبل القريب.
في الختام، يُعد غياب اللاعبين المصريين عن قائمة أفضل لاعب صاعد في أفريقيا 2025 محفزاً لجميع الأطراف المعنية بكرة القدم المصرية للعمل بجدية أكبر نحو صقل وتصدير المواهب، لضمان استمرارية الإرث الكروي المصري الغني.





