فؤاد سركيس يكشف لـ"فوشيا" كواليس تجربته في افتتاح المتحف المصري الكبير
في حوار حصري ومفصل أجرته معه مجلة "فوشيا"، شارك المصمم العالمي فؤاد سركيس تفاصيل تجربته الفريدة والمباشرة خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي طال انتظاره. قدم سركيس رؤيته الخاصة وخلفيات هذا الحدث الثقافي الضخم، مسلطًا الضوء على الأجواء المهيبة والتنظيم الدقيق الذي أحاط بهذه اللحظة التاريخية.
تعد شهادة سركيس ذات أهمية خاصة، كونه شخصية مرموقة في عالم الموضة والتصميم، مما يضفي على ملاحظاته بعدًا جماليًا وفنيًا يختلف عن التقارير الإخبارية التقليدية. وقد نشرت "فوشيا" هذه الرواية مؤخرًا، لتتيح لقرائها فرصة الغوص في كواليس أحد أبرز الأحداث الثقافية في المنطقة.
من هو فؤاد سركيس؟
يُعرف فؤاد سركيس بأنه أحد أبرز مصممي الأزياء في العالم العربي، ويمتد تأثيره إلى الساحة الدولية. يتميز بتصاميمه الراقية التي تجمع بين الفخامة الكلاسيكية واللمسات العصرية الجريئة، مما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة من المشاهير والشخصيات العامة. غالبًا ما تُوصف مجموعاته بأنها تجسيد للأناقة والرقي، مع اهتمام بالغ بالتفاصيل الدقيقة والقصات المبتكرة. مشاركته في تغطية حدث مثل افتتاح المتحف المصري الكبير من خلال تجربته الشخصية، يعكس اهتمامه بالتراث والثقافة، ويضيف بعدًا فنيًا لرؤية الحدث.
المتحف المصري الكبير: أيقونة ثقافية عالمية
يمثل المتحف المصري الكبير، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة الخالدة، مشروعًا طموحًا تجسد لسنوات طويلة كحلم ثقافي لمصر والعالم. يُصمم ليصبح أكبر متحف أثري في العالم، وقد استغرق إنشاؤه وتجهيزه عقودًا من الزمن، محملًا بوعود عرض كنوز الحضارة المصرية القديمة بطريقة حديثة ومبتكرة. يتجاوز دوره كونه مجرد مكان لعرض القطع الأثرية؛ فهو مركز بحثي وتعليمي وثقافي يهدف إلى صون التراث المصري الثمين وتعزيز فهمه للأجيال القادمة والجمهور العالمي. يعد الافتتاح الرسمي للمتحف علامة فارقة في تاريخ مصر، مؤكدًا على التزامها بالحفاظ على إرثها الغني والاحتفاء به أمام العالم.
تجربة سركيس الفريدة في الافتتاح
قدم فؤاد سركيس لـ"فوشيا" سرده الشامل للأجواء التي سادت خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، مركزًا على عدة جوانب رئيسية:
- تفاصيل التجهيزات والأجواء العامة: وصف سركيس مشهد الافتتاح بأنه مزيج فريد من الفخامة العصرية والتاريخية العميقة. أشار إلى الإضاءة المتقنة، والديكورات التي عكست عظمة الحضارة الفرعونية بلمسة معاصرة. كما لفت الانتباه إلى التنظيم اللوجستي الدقيق، الذي ضمن سلاسة حركة مئات الضيوف من الشخصيات الدولية والمحلية، ما عكس حجم الجهد المبذول لإنجاح هذا الحدث العالمي.
- الأزياء الملكية والتفاصيل الفرعونية: بصفته مصمم أزياء، كان تركيز سركيس طبيعيًا على الجانب الجمالي والبصري. تحدث عن الطابع العام للأزياء التي ارتداها الحضور، مشيرًا إلى أن العديد من الضيوف اختاروا إطلالات مستوحاة من الأناقة المصرية القديمة، مع دمج تفاصيل فرعونية رمزية في تصاميمهم الحديثة. هذه الملاحظة تتطابق مع التوقعات بأن الحدث سيُلهم لمسة من الأزياء الملكية التي تعكس عظمة التاريخ. لم تقتصر ملاحظاته على الملابس فحسب، بل امتدت لتشمل الحلي والإكسسوارات التي زينت الحضور، والتي بدت وكأنها تستعيد روح العصور الذهبية لمصر القديمة.
- لحظات لا تُنسى وانطباعات شخصية: شارك سركيس بعض اللحظات التي علقت في ذاكرته، مثل رؤية قناع توت عنخ آمون الذهبي ضمن بيئته الجديدة المبهرة، أو تفاعله مع شخصيات ثقافية وفنية حضرت الحدث. أكد على أن الشعور المهيب بكون المرء جزءًا من هذا الحدث التاريخي كان طاغيًا، وأن كل زاوية في المتحف كانت تروي قصة عريقة. شعر بأن الافتتاح لم يكن مجرد عرض للمقتنيات، بل احتفالًا بالهوية المصرية وتأكيدًا على مكانتها الثقافية العالمية.
- التحديات والجهود الجبارة: على الرغم من الفخامة الظاهرة، أدرك سركيس حجم التحديات التي واجهت منظمي الحدث. أثنى على الجهود الجبارة التي بذلتها الفرق المختلفة، من الأمن والتنظيم إلى الإعلام والضيافة، لتقديم حفل يليق بعظمة المتحف ومصر. اعتبر أن نجاح الافتتاح كان شهادة على قدرة مصر على تنظيم أحداث عالمية بمعايير استثنائية.
الأهمية الثقافية والتأثير المستقبلي
يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير علامة فارقة ليس فقط لمصر، بل للعالم أجمع. سيعمل المتحف كجسر يربط الماضي بالحاضر، مقدمًا فرصة للزوار من كافة أنحاء العالم للتعمق في الحضارة المصرية العريقة. تسهم رؤية فؤاد سركيس في تسليط الضوء على الأبعاد الجمالية والثقافية للحدث، مؤكدًا على أن المتحف ليس مجرد مستودع للآثار، بل هو مصدر إلهام للفن والتصميم والأزياء، كما يبرهن على ذلك تفاعله الشخصي مع محيطه.
من المتوقع أن يعزز المتحف السياحة الثقافية في مصر بشكل كبير، ويوفر فرصًا تعليمية وبحثية لا تقدر بثمن. تساهم شهادة سركيس، التي قدمها لـ"فوشيا"، في إثراء السرد الإعلامي حول هذا الحدث الضخم، وتقدم منظورًا فريدًا يمزج بين الفن والتاريخ والاحتفاء بالحضارة الإنسانية.




