فنزويلا تندد بتصريحات ترامب وتصفها بـ "التهديد الاستعماري"
في تطور يعكس استمرار التوتر في العلاقات بين كاراكاس وواشنطن، نددت الحكومة الفنزويلية بشدة بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي دعا فيها إلى إغلاق المجال الجوي والمياه الإقليمية حول فنزويلا. وصفت وزارة الخارجية الفنزويلية هذه الدعوة بأنها "تهديد استعماري" وانتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

خلفية التصريحات ورد الفعل الفوري
جاءت تصريحات ترامب عبر منشور على إحدى منصات التواصل الاجتماعي يوم السبت، حيث اقترح فرض حصار جوي وبحري على البلاد. ورغم أن ترامب لم يعد في منصب الرئاسة، إلا أن تصريحاته أثارت رد فعل قوياً وفورياً من حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، التي لا تزال تواجه ضغوطاً سياسية واقتصادية كبيرة من الولايات المتحدة.
في بيان رسمي، أكدت الحكومة الفنزويلية أن مثل هذه الدعوات تمثل "عملاً عدائياً" يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد والمنطقة. وأشار البيان إلى أن هذه اللغة تعيد إلى الأذهان حقبة التدخلات العسكرية الأمريكية في أمريكا اللاتينية، مؤكدةً على حق فنزويلا السيادي في الدفاع عن أراضيها ومجالها الجوي والبحري ضد أي عدوان.
سياق العلاقات المتأزمة
تأتي هذه الحادثة في سياق علاقات متدهورة بشكل كبير بين البلدين منذ سنوات. وقد فرضت إدارة ترامب خلال فترة رئاسته حزمة من العقوبات الاقتصادية الشديدة على فنزويلا، استهدفت قطاع النفط الحيوي وشخصيات بارزة في الحكومة، بهدف الضغط على مادورو للتنحي عن السلطة. كما اعترفت واشنطن بزعيم المعارضة آنذاك، خوان غوايدو، رئيساً مؤقتاً للبلاد، وهو ما زاد من حدة الأزمة الدبلوماسية.
وتشمل أبرز نقاط الخلاف بين الجانبين:
- العقوبات الأمريكية التي تصفها فنزويلا بأنها "حرب اقتصادية" تسببت في أزمة إنسانية.
- اتهامات واشنطن لحكومة مادورو بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان وقمع الديمقراطية.
- الدعم الفنزويلي لدول تعتبرها الولايات المتحدة خصماً لها، مثل كوبا وروسيا وإيران.
- الرفض الأمريكي للاعتراف بشرعية انتخابات 2018 الرئاسية التي فاز بها مادورو.
الأهمية والتداعيات المحتملة
على الرغم من أن تصريحات ترامب تأتي من شخصية لم تعد في السلطة التنفيذية، إلا أنها تحمل وزناً سياسياً كبيراً نظراً لتأثيره المستمر في السياسة الأمريكية واحتمالية ترشحه للرئاسة مجدداً. يرى محللون أن هذه التصريحات تعكس استمرار وجود تيار قوي في واشنطن يؤيد اتباع نهج متشدد تجاه فنزويلا، بما في ذلك الخيارات العسكرية.
إن فكرة إغلاق المجال الجوي، المعروفة باسم "منطقة حظر طيران"، تعتبر عملاً من أعمال الحرب بموجب القانون الدولي ولا يمكن تنفيذها إلا بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو كجزء من عمل عسكري واسع النطاق. وبالتالي، فإن مجرد طرح هذه الفكرة يُعتبر تصعيداً خطيراً في الخطاب، ويثير قلق دول الجوار والمجتمع الدولي بشأن احتمالية اندلاع صراع إقليمي. وأكدت كاراكاس أنها تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد وتستعد للدفاع عن سيادتها بكل الوسائل المتاحة.





