فيفا يكشف عن جائزة "السلام" السنوية لأول مرة في قرعة مونديال 2026
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الأربعاء عن إطلاق جائزة سنوية جديدة باسم "جائزة السلام"، والتي تهدف إلى تكريم الأفراد أو المنظمات التي تستخدم كرة القدم كوسيلة لتعزيز السلام والوحدة والتفاهم بين الشعوب. من المقرر أن يتم تقديم هذه الجائزة المرموقة لأول مرة خلال حفل سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2026، والذي سيستضيفه مدينة واشنطن الأمريكية الشهر المقبل.

خلفية وأهمية المبادرة
تأتي هذه الخطوة في إطار التزام فيفا المتجدد بدوره الاجتماعي والإنساني، مستفيدًا من القوة العالمية لكرة القدم في جمع الناس وتجاوز الحواجز الثقافية والسياسية. لطالما أكد فيفا على أن كرة القدم ليست مجرد رياضة تنافسية، بل هي منصة قوية للتغيير الإيجابي وبناء الجسور بين المجتمعات. تهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على هذه الجهود وتقديرها على أعلى المستويات.
يمتلك فيفا تاريخًا في دعم المبادرات الاجتماعية والإنسانية من خلال برامجه المختلفة مثل كرة القدم من أجل التنمية، والمشاريع الخيرية، وحملات مكافحة التمييز. إن استحداث جائزة السلام يمثل امتدادًا طبيعيًا لهذه الجهود، مع التركيز بشكل خاص على مساهمة اللعبة في حل النزاعات، وتعزيز المصالحة، ودعم اللاجئين، وبناء مجتمعات أكثر شمولاً.
تكتسب هذه الجائزة أهمية خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة، حيث تسعى المنظمات الدولية إلى إيجاد طرق مبتكرة لتعزيز السلام والاستقرار. استخدام كرة القدم كوسيلة لذلك يعكس إيمان فيفا بقدرة اللعبة على توحيد القلوب والعقول، بغض النظر عن الخلفيات.
تفاصيل الإعلان والمعايير
صدر الإعلان الرسمي عن الجائزة يوم الأربعاء، مؤكدًا أن الجائزة ستكون سنوية، مما يعني استمرارية الالتزام بتكريم صانعي السلام عبر كرة القدم. لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول لجنة التحكيم أو عملية الاختيار بعد، ولكن من المتوقع أن تشمل المعايير:
- المبادرات التي تستخدم كرة القدم للحد من التوترات والصراعات.
- البرامج التي تعزز الإدماج الاجتماعي للأقليات والفئات المهمشة.
- المشاريع التي تدعم الشباب في مناطق النزاع وتمكنهم من خلال الرياضة.
- الجهود التي تروج للعدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان عبر منصة كرة القدم.
يعد اختيار حفل قرعة كأس العالم 2026 كمنصة لتقديم الجائزة الأولى استراتيجيًا للغاية. فقرعة المونديال حدث عالمي يتابعه الملايين حول العالم، مما يضمن أقصى قدر من الرؤية والاحتفاء بأول فائز بالجائزة، ويسلط الضوء على رسالة السلام التي يحملها فيفا.
التأثير المتوقع وردود الفعل
من المتوقع أن يلقى هذا الإعلان ترحيبًا واسعًا من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والرياضية على حد سواء. فهو لا يعزز فقط صورة فيفا كمنظمة عالمية مسؤولة، بل يحفز أيضًا المبادرات الشعبية والرسمية على استخدام كرة القدم بشكل أكثر فعالية كأداة للسلام والتنمية.
ستشجع الجائزة فرق كرة القدم والأندية والاتحادات واللاعبين والمدربين والمشجعين على تبني أدوار أكثر فاعلية في مجتمعاتهم، واستخدام نفوذ اللعبة للمساهمة في بناء عالم أفضل. كما أنها ستلهم الأجيال الجديدة لتفهم أن كرة القدم تتجاوز مجرد المنافسة في الملاعب، وأنها يمكن أن تكون قوة دافعة للتغيير الاجتماعي الإيجابي.
في الختام، يمثل استحداث جائزة فيفا للسلام خطوة مهمة نحو دمج القيم الإنسانية النبيلة بشكل أعمق في صميم أنشطة كرة القدم العالمية. وبينما يتطلع العالم إلى قرعة كأس العالم 2026، ستكون الأضواء مسلطة أيضًا على تكريم أول من يحمل لقب صانع السلام عبر هذه اللعبة الجميلة.





