كاتس يوجه الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتدمير أنفاق حماس بعد عودة الأسرى
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تصريحات حديثة، أنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالبدء في الاستعدادات اللازمة لتنفيذ مهمة تدمير شبكة أنفاق حركة حماس في قطاع غزة. وأكد كاتس أن هذه العملية العسكرية واسعة النطاق مرتبطة بشكل مباشر بالتوصل إلى اتفاق يفضي إلى إعادة جميع الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين من القطاع.

خلفية التصريح وسياقه
تأتي هذه التوجيهات في ظل استمرار الحرب في غزة، التي دخلت شهرها السابع، وفي وقت حاسم تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة وصفقة لتبادل الأسرى. ويعكس تصريح كاتس، الذي تولى منصبه في خضم الصراع، استراتيجية الحكومة الإسرائيلية المزدوجة التي تجمع بين الضغط العسكري المستمر والانخراط في مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. قضية الأسرى، الذين تم احتجازهم خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر، لا تزال تشكل محوراً مركزياً في السياسة الداخلية الإسرائيلية وتؤثر بشكل كبير على قرارات مجلس الحرب.
الأهداف العسكرية والاستراتيجية
تعتبر شبكة الأنفاق التي بنتها حركة حماس على مدى سنوات، والمعروفة إعلامياً باسم "مترو غزة"، أحد أهم الأصول الاستراتيجية للحركة. تستخدم هذه الأنفاق في عدة أغراض حيوية، منها:
- مراكز للقيادة والسيطرة.
- تخزين الأسلحة والصواريخ.
- تنقل المقاتلين بعيداً عن المراقبة الجوية الإسرائيلية.
- احتجاز الأسرى في أماكن آمنة ومخفية.
لذلك، يرى الجيش الإسرائيلي أن تدمير هذه الشبكة بشكل كامل هو شرط أساسي لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على القدرات العسكرية لحماس ومنعها من تشكيل تهديد مستقبلي لإسرائيل. وتعتبر عمليات تدمير الأنفاق معقدة وخطيرة، وتتطلب تقنيات متخصصة ومعلومات استخباراتية دقيقة.
التطورات الميدانية والمفاوضات
تتزامن تصريحات وزير الدفاع مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في الجنوب، حيث يعتقد الجيش الإسرائيلي أن قيادات حماس تتمركز وأن أجزاء رئيسية من شبكة الأنفاق لا تزال قائمة. وتضع إسرائيل نصب أعينها مدينة رفح كهدف محتمل لعملية عسكرية واسعة، وهي خطوة تثير قلقاً دولياً كبيراً بسبب الكثافة السكانية العالية فيها. إن ربط عملية تدمير الأنفاق بعودة الأسرى يضع إطاراً زمنياً للخطوات العسكرية المقبلة، حيث يشير إلى أن مرحلة جديدة وشاملة من القتال قد تبدأ بعد إتمام أي صفقة محتملة، مما يضع ضغطاً إضافياً على طاولة المفاوضات.
الأهمية والتداعيات المحتملة
يحمل هذا الإعلان أهمية بالغة لعدة أطراف. داخلياً، يهدف إلى طمأنة الرأي العام الإسرائيلي بأن الحكومة لن تتخلى عن أهداف الحرب الأساسية حتى بعد استعادة الأسرى، وهو مطلب رئيسي للتيارات اليمينية في الائتلاف الحاكم. أما على الصعيد الخارجي، فيمثل التصريح رسالة واضحة لحركة حماس والوسطاء بأن العمل العسكري سيستمر ويتوسع ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مقبول لدى إسرائيل. كما أنه يوضح للعالم أن إسرائيل تخطط لمرحلة ما بعد صفقة الأسرى، والتي ستركز على تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس بشكل منهجي، وهي مهمة قد تستغرق وقتاً طويلاً وتؤدي إلى مزيد من الدمار في القطاع.





