لاعب توغولي يواجه خطر الشلل بعد إصابة مروعة في الرقبة بالدوري الصيني
في حادثة هزت الأوساط الرياضية، تعرض لاعب كرة القدم التوغولي صامويل أسامواه، لاعب وسط نادي غوانغشي بينغو هالياو، لإصابة خطيرة في العمود الفقري خلال مباراة في دوري الدرجة الأولى الصيني. وقعت الحادثة في 21 أكتوبر 2024، وأثارت مخاوف جدية بشأن مستقبله المهني وصحته، حيث يواجه خطر الإصابة بشلل نصفي دائم.

تفاصيل الحادثة
خلال المباراة التي جمعت فريقه غوانغشي بينغو هالياو مع فريق تشونغتشينغ تونغليانغلونغ، تعرض أسامواه لدفع من قبل لاعب منافس بالقرب من خط التماس. أدى الدفع إلى فقدان اللاعب توازنه واندفاعه بسرعة نحو لوحات الإعلانات المحيطة بالملعب. لم تكن الصدمة مع اللوحة الإعلانية نفسها، بل مع القاعدة الخرسانية الصلبة التي تثبتها، مما تسبب في اصطدام عنيف لرأسه وعنقه مباشرة بالهيكل الصلب.
سقط أسامواه على الفور فاقداً القدرة على الحركة، وبدت على وجوه اللاعبين والفرق الطبية علامات الصدمة والقلق البالغ. تدخل الطاقم الطبي على وجه السرعة، وبعد تقديم الإسعافات الأولية على أرض الملعب، تم نقله على محفة مباشرة إلى المستشفى لتلقي العلاج الطارئ، وسط تقارير أولية تفيد بأنه لم يكن قادرًا على تحريك أطرافه السفلية.
التشخيص الطبي والتطورات الصحية
كشفت الفحوصات الطبية الدقيقة في المستشفى عن حجم الإصابة الكارثية. تم تشخيص حالة أسامواه بوجود كسر وخلع في الفقرتين الخامسة والسادسة من العمود الفقري العنقي، وهي إصابة بالغة الخطورة قد تؤدي إلى ضرر دائم في النخاع الشوكي. أعلن ناديه في بيان رسمي أن اللاعب خضع لعملية جراحية عاجلة لتثبيت الفقرات وتخفيف الضغط على الحبل الشوكي.
على الرغم من أن الجراحة وُصفت بالناجحة من حيث استقرار العمود الفقري، إلا أن الأطباء والنادي أكدوا أن اللاعب لا يزال يواجه خطرًا حقيقيًا للإصابة بالشلل النصفي. وأشار النادي إلى أن الساعات والأيام التالية للجراحة ستكون حاسمة في تحديد مدى تعافيه وقدرته على استعادة الحركة. وفي تطور لاحق، أفادت بعض التقارار بوجود علامات إيجابية طفيفة تمثلت في استعادة اللاعب بعض الإحساس في أطرافه، مما أعطى بصيصًا من الأمل، لكن رحلة العلاج والتعافي لا تزال طويلة وغير مضمونة النتائج.
ردود الفعل وأبعاد القضية
أثارت إصابة أسامواه موجة واسعة من التعاطف وردود الفعل من مختلف الجهات في عالم كرة القدم، كما سلطت الضوء مجددًا على قضية سلامة اللاعبين في الملاعب.
- الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (FIFPRO): أصدر الاتحاد بيانًا قويًا أعرب فيه عن صدمته وقلقه العميق، متمنيًا للاعب الشفاء العاجل. ودعا الاتحاد إلى إجراء تحقيق فوري وشامل في ملابسات الحادثة، مع التركيز على معايير السلامة المتبعة في الملاعب الصينية.
- قضية السلامة: شدد (FIFPRO) على أن هذه الحادثة ليست فردية، بل هي تذكير بالمخاطر التي يتعرض لها اللاعبون بسبب وجود هياكل صلبة وخطيرة بالقرب من محيط الملعب، مثل القواعد الخرسانية للكاميرات أو اللوحات الإعلانية.
- نادي اللاعب والاتحاد الصيني: تعهد نادي غوانغشي بتقديم كل الدعم اللازم للاعبه خلال فترة علاجه، بينما يُتوقع أن يقوم الاتحاد الصيني لكرة القدم بمراجعة إجراءات السلامة في ملاعبه لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.
السياق وأهمية الخبر
تتجاوز هذه الحادثة كونها مجرد إصابة رياضية، لتفتح ملفًا مهملاً في بعض الأحيان وهو توفير بيئة عمل آمنة للاعبين المحترفين. إن وجود هياكل خرسانية أو معدنية غير محمية على بعد أمتار قليلة من ميدان اللعب يشكل خطرًا مميتًا. وتبرز قضية صامويل أسامواه الحاجة الماسة إلى أن تضع الدوريات والاتحادات الرياضية حول العالم سلامة اللاعبين كأولوية قصوى، من خلال تطبيق معايير صارمة تضمن خلو محيط الملعب من أي عوائق قد تؤدي إلى إصابات كارثية.
بينما يصارع أسامواه من أجل التعافي، يظل مستقبله الرياضي والإنساني معلقًا، وتظل قصته بمثابة جرس إنذار للعبة كرة القدم بضرورة التحرك العاجل لحماية أثمن أصولها: اللاعبون.





