لوكا زيدان يصل الجزائر رسمياً للانضمام لصفوف 'محاربي الصحراء'
في تطور رياضي لافت حظي باهتمام واسع، وصل الحارس لوكا زيدان، نجل أسطورة كرة القدم العالمية زين الدين زيدان، إلى الجزائر العاصمة يوم الاثنين الماضي (أو في مطلع هذا الأسبوع)، وذلك في خطوة تمهيدية حاسمة لانضمامه الرسمي لصفوف المنتخب الجزائري لكرة القدم، المعروف بلقب "محاربي الصحراء". يأتي هذا التحرك بعد إتمامه الإجراءات المتعلقة بتغيير جنسيته الرياضية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مما يتيح له تمثيل بلد أجداده على الساحة الدولية، ويفتح أمامه فصلاً جديداً في مسيرته الاحترافية.

حظي وصول زيدان الابن، الذي يشغل مركز حراسة المرمى، باستقبال حافل وملحوظ من قبل الجماهير الجزائرية الغفيرة التي تجمعت في المطار، فضلاً عن حفاوة بالغة من بعض زملائه المستقبليين في المنتخب. وقد عكست هذه المظاهر الشعبية الشغف الكبير الذي يكنه الجزائريون بكرة القدم، والارتباط العاطفي العميق بعائلة زيدان ذات الأصول الجزائرية التي تمثل رمزاً ثقافياً ورياضياً للعديد منهم. وتناقلت وسائل الإعلام المحلية والعربية صوراً ومقاطع فيديو تظهر الأجواء الحماسية التي رافقت لحظة وصوله، مؤكدة على مدى أهمية هذا الحدث في المشهد الرياضي الجزائري.
خلفية القرار وأبعاده الرياضية
يمثل قرار لوكا زيدان بتمثيل الجزائر خطوة استراتيجية وشخصية مهمة. على الرغم من نشأته وتطوره الكروي في إسبانيا، وانخراطه في الفئات السنية للمنتخب الفرنسي، إلا أن لوكا لم يمثل فرنسا على مستوى المنتخب الأول. هذا الأمر يتماشى مع لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تسمح للاعبين بتغيير جنسيتهم الرياضية بشرط ألا يكونوا قد شاركوا في مباراة رسمية مع منتخب أول، وأن تكون لديهم جنسية أخرى مؤهلة لتمثيل منتخب آخر، وهي الشروط التي استوفاها زيدان الابن.
مسيرة لوكا الاحترافية شملت فترات مهمة في أكاديميات وأندية إسبانية عريقة، أبرزها نادي ريال مدريد حيث تدرج في مختلف الفئات السنية، قبل أن يخوض تجارب مع أندية مثل رايو فايكانو وإيبار وفيتوريا جيماريش البرتغالي. هذا التنوع في التجارب الاحترافية أكسبه خبرة قيمة في حراسة المرمى على مستوى الأندية الأوروبية.
تكمن أهمية هذا الانضمام في عدة جوانب. أولاً، يعتبر إضافة نوعية لمركز حراسة المرمى في المنتخب الجزائري، الذي يسعى دائماً لتعزيز صفوفه بأفضل المواهب المتاحة لضمان التنافسية العالية. ثانياً، يحمل وصول لوكا رمزية خاصة نظراً لارتباط اسم عائلة زيدان العريق بالجزائر، وهو ما يعزز الروابط بين اللاعبين المحترفين في أوروبا والمنتخب الوطني، ويؤكد على جاذبية مشروع "محاربي الصحراء" في استقطاب المواهب ذات الأصول الجزائرية المنتشرة حول العالم.
سياق الأسرة الرياضي ودور زين الدين
لطالما كانت عائلة زيدان محط أنظار الإعلام الرياضي، ليس فقط بسبب الإنجازات الأسطورية للأب زين الدين زيدان كلاعب ومدرب، بل أيضاً بسبب أبنائه الأربعة الذين اتبعوا خطاه في عالم كرة القدم. وقد اختار كل منهم مساراً مختلفاً على صعيد التمثيل الدولي، مما يعكس حرية الاختيار الشخصي في هذه المسائل:
- إنزو زيدان: الأكبر سناً، لعب لفترة مع فرق الشباب الفرنسية لكنه لم يمثل أي منتخب وطني على مستوى الكبار.
- ثيو زيدان: يعتبر من المواهب الواعدة في ريال مدريد، ويمثل حالياً منتخبات الشباب الفرنسية.
- إلياس زيدان: الأصغر، وهو أيضاً في صفوف فرق الشباب الفرنسية.
قرار لوكا بالانضمام للجزائر يبرز كخيار فردي نابع من قناعاته ورغبته في ارتداء قميص بلد أصوله، ليضيف فصلاً جديداً ومثيراً في العلاقة القوية والمتجذرة بين عائلة زيدان والجزائر. وعلى الرغم من أن زين الدين زيدان نفسه لم يمثل الجزائر على المستوى الدولي، إلا أن ارتباطه ببلد أجداده ظل دائماً قوياً، وقد يكون هذا القرار لابنه بمثابة تحقيق لحلم غير مباشر لعائلته.
التوقعات والمستقبل للمنتخب الجزائري
من المتوقع أن يخضع لوكا زيدان لبرنامج تدريبي مكثف مع المنتخب الجزائري، بهدف الاندماج سريعاً مع المجموعة وفهم تكتيكات المدرب الحالي، الذي يعول على تعزيز جميع المراكز بأسماء قادرة على المنافسة. يترقب الشارع الرياضي الجزائري بشغف رؤية زيدان الابن بقميص "محاربي الصحراء" في المباريات الرسمية، ويعلق عليه آمالاً كبيرة في تعزيز قوة الفريق، خصوصاً في المنافسات القارية والدولية المقبلة مثل كأس الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم. يمكن أن يضيف وجوده عمقاً وتنافسية لمركز حراسة المرمى، إلى جانب الحراس الحاليين للفريق.
يمثل هذا التطور مؤشراً إيجابياً على استراتيجية الاتحاد الجزائري لكرة القدم في استقطاب المواهب ذات الأصول الجزائرية المنتشرة في أوروبا. هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها على مر السنين في رفد المنتخب بلاعبين مميزين، مما يثري التشكيلة ويضمن التنافسية العالية داخل الفريق، ويساهم في تحقيق الطموحات الوطنية على الصعيد الكروي.





