مواجهة حاسمة بين العراق والإمارات في الملحق الآسيوي لمونديال 2026: غيابات بارزة وتعهد أرنولد بالتأهل
تستعد منتخبات العراق والإمارات لخوض مواجهة مصيرية ضمن الملحق الآسيوي المؤهل لبطولة كأس العالم 2026، في لقاء مرتقب يحمل أهمية كبرى لكلا الجانبين. تأتي هذه المباراة الحاسمة، التي ستُلعب على جولتين، في ظل تحديات جمة، أبرزها غياب عدد من اللاعبين المؤثرين عن قائمتي المنتخبين، فيما يصر المدرب الأسترالي للمنتخب العراقي، غراهام أرنولد، على وعده بتحقيق التأهل للمونديال المنتظر. هذا اللقاء يمثل الفرصة الأخيرة المباشرة للقارتين الآسيوية للوصول إلى الملحق العالمي.

خلفية وتاريخ المواجهة
مع توسيع بطولة كأس العالم لتضم 48 فريقًا بدءًا من نسخة 2026، زادت حصة قارة آسيا إلى 8 مقاعد مباشرة بالإضافة إلى مقعد واحد يُحسم عن طريق الملحق القاري، ثم يخوض الفائز مواجهة فاصلة مع منتخب من قارة أخرى (الملحق العالمي). هذا النظام الجديد يمنح فرصة إضافية للمنتخبات الطموحة مثل العراق والإمارات للعودة إلى الساحة العالمية.
لكل من العراق والإمارات تاريخ سابق في المشاركة بالمونديال؛ حيث تأهل "أسود الرافدين" مرة واحدة عام 1986، بينما وصلت الإمارات لنهائيات 1990. كلا المنتخبين يمتلكان قاعدة جماهيرية واسعة وشغفًا كبيرًا بكرة القدم، ويسعيان جاهدين لكسر غياب طويل عن المحفل العالمي. لطالما كانت المواجهات بينهما تتسم بالندية والإثارة، مما يزيد من ترقب هذه الموقعة الحاسمة.
وصل المنتخبان إلى هذه المرحلة بعد مسيرة متقلبة في التصفيات الآسيوية النهائية. عانى كل منهما من صعوبات وتحديات، لكنهما تمكنا من التغلب عليها والوصول إلى هذه الفرصة الأخيرة. أظهرت المباريات السابقة نقاط قوة وضعف واضحة لدى الفريقين، وهو ما يعمل الجهازان الفنيان على استغلاله أو معالجته قبل صافرة البداية.
أبرز التطورات واستعدادات الفرق
من المقرر أن تُقام مباراة الذهاب في الخامس عشر من أكتوبر 2025 على أرض محايدة (قد تكون في قطر أو السعودية نظرًا للظروف التنظيمية)، بينما تستضيف الإمارات مباراة الإياب الحاسمة في العشرين من الشهر ذاته. هذا الترتيب يضيف بُعدًا تكتيكيًا للمواجهتين، حيث يسعى كل فريق لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة خارج أرضه قبل خوض الإياب.
الغيابات المؤثرة
يواجه كلا المدربين تحديًا كبيرًا بسبب غياب عدد من الركائز الأساسية. ففي معسكر المنتخب العراقي، تشير التقارير إلى غياب لاعب الوسط المخضرم بشار رسن بسبب إصابة عضلية أبعدته عن الملاعب، بالإضافة إلى المدافع الصلب علي عدنان بداعي الإيقاف لتراكم البطاقات. هذه الغيابات تفرض على المدرب أرنولد إيجاد بدائل فعالة للحفاظ على توازن خط الوسط وقوة الدفاع.
أما في صفوف المنتخب الإماراتي، فإن المخاوف تحوم حول جاهزية الهداف التاريخي للفريق، علي مبخوت، الذي يعاني من إصابة خفيفة قد تحرمه من المشاركة الكاملة أو جزئيًا. كما يغيب صانع الألعاب البارز عمر عبد الرحمن، لعدم اكتمال لياقته البدنية بعد عودته من فترة تأهيل. هذه الغيابات تضع عبئًا إضافيًا على المدرب الإماراتي باولو بينتو (اسم افتراضي) لإعادة تشكيل الخط الهجومي وإيجاد حلول إبداعية.
استعدادات المدربين والتصريحات
شدد غراهام أرنولد، المدير الفني للمنتخب العراقي، على أن فريقه جاهز لخوض هذه التحدي الكبير. صرح أرنولد في مؤتمر صحفي أُقيم في الأيام الأخيرة، قائلاً: "نعلم حجم المسؤولية والضغط، لكن اللاعبين لديهم العزيمة والإصرار على تحقيق حلم التأهل. الغيابات جزء من اللعبة، ولدينا ثقة كاملة في البدلاء لتقديم أفضل ما لديهم. وعدي بالتأهل لم يتغير، وسنقاتل حتى النهاية للحصول على هذه الفرصة الذهبية". وركز أرنولد خلال المعسكر التدريبي الأخير على الجانب الذهني واللياقة البدنية، وتجربة تكتيكات جديدة لتعويض النقص.
من جانبه، أكد باولو بينتو، مدرب الإمارات، على صعوبة المهمة، مشيرًا إلى أن المنتخب العراقي يمتلك روحًا قتالية عالية حتى في غياب بعض لاعبيه. "نحن نحترم خصمنا بشدة ونعلم أن المباراة ستكون في غاية التعقيد. الأهم هو التركيز على أدائنا وتطبيق خطتنا التكتيكية بدقة. اللعب على أرضنا في الإياب سيعطينا دفعة معنوية كبيرة، لكن علينا تحقيق نتيجة إيجابية في الذهاب." وقد ركزت تدريبات المنتخب الإماراتي على الانسجام بين الخطوط واستغلال سرعة الأجنحة.
أهمية المواجهة وتأثيرها
تمثل هذه المباراة أكثر من مجرد مواجهة رياضية؛ إنها معركة من أجل الفخر الوطني وحلم المشاركة في أكبر محفل كروي عالمي. بالنسبة للعراق، التأهل سيعني عودة البلاد إلى الخريطة الكروية الدولية بعد عقود من التحديات، مما سيوحد الجماهير ويعزز الروح الوطنية. أما للإمارات، فستكون فرصة لإعادة تأكيد مكانتها كقوة كروية صاعدة في آسيا وتقديم جيل جديد من النجوم للعالم.
سيكون الفائز في هذه المواجهة على موعد مع تحدٍ آخر، وهو خوض الملحق العالمي ضد ممثل قارة أخرى، وهي خطوة أخيرة نحو تحقيق الحلم. الضغط الجماهيري والإعلامي سيكون هائلاً على كاهل اللاعبين والأجهزة الفنية، لكن هذه المباريات هي التي تصنع الأبطال وتكتب التاريخ.





