مأساة في دمنهور: مصرع طفل وإصابة شقيقه إثر سقوطهما من الطابق التاسع
شهدت مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، مساء الثلاثاء، حادثاً مأساوياً هز أرجاء المدينة، حيث لقي طفل مصرعه وأصيب شقيقه الأصغر بجروح بالغة الخطورة إثر سقوطههما من شرفة شقة سكنية تقع في الطابق التاسع بأحد الأبراج السكنية بمنطقة أبو الريش. وقد أثارت الواقعة حالة من الحزن والصدمة بين الأهالي، وسلطت الضوء مجدداً على أهمية إجراءات السلامة لحماية الأطفال في المباني المرتفعة.

تفاصيل الحادث المروع
وفقاً للتحريات الأولية وشهود العيان، بدأت الفاجعة عندما سقط الطفل الأكبر، الذي يبلغ من العمر خمس سنوات، من شرفة الشقة. وفي محاولة من شقيقه الأصغر، البالغ من العمر ثلاث سنوات، لاستطلاع الأمر أو اللحاق به، سقط هو الآخر من نفس الشرفة. تجمع الجيران والمارة على الفور في حالة من الذعر والذهول بعد سماع صوت الارتطام ورؤية المشهد المروع أسفل العقار السكني.
أبلغ الأهالي أجهزة الطوارئ على الفور، حيث هرعت سيارات الإسعاف وقوات الحماية المدنية والشرطة إلى موقع الحادث. وبحسب التقارير، فارق الطفل الأكبر الحياة على الفور متأثراً بقوة السقوط، بينما نُقل شقيقه الأصغر في حالة حرجة إلى مستشفى دمنهور التعليمي لتلقي الإسعافات العاجلة.
الاستجابة الفورية والتحقيقات
فور وصول الفرق الطبية، تم تأكيد وفاة أحد الطفلين ونقل جثمانه إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة. أما الطفل الآخر، فقد تم إدخاله إلى قسم العناية المركزة، حيث أفادت مصادر طبية بأنه يعاني من كسور متعددة ونزيف داخلي وحالته الصحية غير مستقرة.
على الصعيد الأمني، فرضت قوات الشرطة طوقاً حول مكان الحادث وبدأت في جمع الأدلة والمعلومات من شهود العيان وسكان العقار. وقد باشرت النيابة العامة في محافظة البحيرة تحقيقات موسعة لمعرفة كافة ملابسات الواقعة. وشملت الإجراءات الأولية استجواب والدي الطفلين للوقوف على أسباب الحادث وتحديد ما إذا كان هناك أي إهمال أسري قد أفضى إلى هذه النهاية المأساوية، حيث تشير المعلومات الأولية إلى أنهما كانا بمفردهما في الشقة وقت وقوع الحادث.
خلفية وتداعيات الحادث
أعاد هذا الحادث الأليم إلى الواجهة قضية سلامة الأطفال في المنازل، خاصة في الشقق الواقعة بالطوابق العليا. وقد تفاعل عدد كبير من المواطنين والنشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مع الخبر، معبرين عن حزنهم العميق ومطالبين بزيادة الوعي حول ضرورة تأمين الشرفات والنوافذ بوسائل حماية مناسبة، مثل تركيب أسوار حديدية أو أقفال أمان، لمنع تكرار مثل هذه الفواجع.
تُعد حوادث سقوط الأطفال من المباني المرتفعة من الحوادث المتكررة التي تشهدها المدن المصرية، والتي غالباً ما ترتبط بغياب الرقابة الأسرية أو عدم وجود تجهيزات كافية لتأمين المنازل. وبينما تستمر التحقيقات لكشف الحقيقة الكاملة وراء هذه المأساة، تبقى الدعوات لتعزيز ثقافة السلامة المنزلية هي السبيل الأهم لحماية أرواح الأطفال الأبرياء.





