مصرع طفل وإصابة شقيقه إثر سقوطهما من الطابق التاسع في البحيرة
في واقعة مأساوية شهدتها مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة مؤخراً، لقي طفل مصرعه وأصيب شقيقه الأكبر بجروح بالغة إثر سقوطهما من شرفة شقة سكنية تقع في الطابق التاسع. الحادث أثار حالة من الحزن والصدمة في المنطقة، وسلط الضوء مجدداً على قضية سلامة الأطفال في المباني المرتفعة.

تفاصيل الحادث المأساوي
وفقاً للتحقيقات الأولية والمعلومات المتداولة، تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة بلاغاً من الأهالي يفيد بسقوط طفلين من علو بأحد الأبراج السكنية في مدينة كفر الدوار. على الفور، انتقلت سيارات الإسعاف وقوات الشرطة إلى موقع الحادث لمعاينته واتخاذ الإجراءات اللازمة. تبين أن الطفلين هما شقيقان، الأول يدعى يوسف، ويبلغ من العمر حوالي 3 سنوات، وشقيقه الأكبر أحمد، البالغ من العمر قرابة 6 سنوات.
أفادت التقارير بأن الطفل الأصغر، يوسف، سقط أولاً من شرفة الشقة بينما كان يلهو بالقرب منها. وفي محاولة يائسة لإنقاذه، حاول شقيقه الأكبر الإمساك به، مما أدى إلى اختلال توازنه وسقوطه هو الآخر. أسفر الحادث عن وفاة الطفل الأصغر على الفور متأثراً بإصابته، بينما نُقل شقيقه الأكبر إلى مستشفى كفر الدوار العام في حالة حرجة لتلقي العلاج، حيث أفادت المصادر الطبية بإصابته بكسور متعددة وكدمات خطيرة.
التحقيقات الرسمية والإجراءات القانونية
باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة للوقوف على كافة ملابساتها. وقد استمعت السلطات لأقوال شهود العيان ووالدة الطفلين، التي كانت متواجدة في المنزل وقت وقوع الحادث ومنشغلة ببعض الأعمال المنزلية. تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفل المتوفى وتحديد سبب الوفاة رسمياً، كما طلبت تحريات المباحث الجنائية حول الحادث للتأكد من عدم وجود أي شبهة جنائية.
السياق ومخاطر سلامة الأطفال
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الحوادث المماثلة التي تكررت في مناطق متفرقة في مصر خلال السنوات الأخيرة، مما يطرح تساؤلات ملحة حول معايير السلامة في المنازل والوعي المجتمعي بمخاطر ترك الأطفال دون إشراف دقيق، خاصة في الشقق بالطوابق العليا. ويشير الخبراء إلى أن العديد من هذه المآسي يمكن تجنبها عبر اتخاذ تدابير وقائية بسيطة لكنها حاسمة.
تشمل أبرز العوامل التي تساهم في وقوع مثل هذه الحوادث:
- عدم وجود حواجز أمان كافية على النوافذ والشرفات أو انخفاض مستوى سور الشرفات.
- وضع أثاث أو قطع يمكن تسلقها بالقرب من النوافذ، مما يسهل وصول الأطفال إليها.
- غياب الرقابة اللصيقة على الأطفال الصغار ولو لدقائق معدودة.
وقد أثارت الواقعة دعوات متجددة من نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بين الأسر بضرورة تأمين منازلهم لحماية أطفالهم، وضرورة التزام المطورين العقاريين بمواصفات بناء تضمن أعلى درجات الأمان في الشرفات والنوافذ.





