مبادرة «مطبخ المصرية» تدعم قرى حياة كريمة بالبحيرة بـ230 وجبة بعد تدريب سيداتها
في خطوة تعكس التضافر المجتمعي ودعم التنمية المحلية، أعلنت مصادر محلية مؤخراً عن قيام المجلس القومي للمرأة، بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومؤسسة حياة كريمة، بتنفيذ مبادرة «مطبخ المصرية.. بإيد بناتها» في محافظة البحيرة. وقد أسفرت هذه المبادرة عن طهي وتوزيع 230 وجبة غذائية متكاملة على الأسر الأكثر احتياجًا في قريتي كفر مساعد والحوته بمركز إيتاي البارود، وهما من القرى المستهدفة ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». وتأتي هذه الوجبات كنتيجة مباشرة لبرامج تدريبية متخصصة خضعت لها سيدات هذه القرى، مما يمكنهن من المساهمة الفعالة في المجتمع.

تجسد هذه المبادرة نموذجاً فريداً يجمع بين تقديم الدعم الغذائي الفوري وبين تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً. فبعد استكمال السيدات لبرامج تدريب مكثفة في فنون الطهي وإدارة المطبخ، أصبحن قادرات على إعداد وجبات ذات جودة عالية وفقاً للمعايير الصحية، مما يمهد الطريق أمامهن لفرص عمل جديدة ومشاريع صغيرة مدرة للدخل، ويحول المبادرة من مجرد عمل خيري إلى مشروع تنموي مستدام.
خلفية: مبادرة حياة كريمة ودور المجلس القومي للمرأة
تعتبر مبادرة «حياة كريمة» مشروعاً قومياً رائداً أطلقه الرئيس المصري بهدف تحسين جودة الحياة في القرى الأكثر احتياجاً في جميع أنحاء الجمهورية. لا تقتصر أهداف المبادرة على تطوير البنية التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء وطرق، بل تمتد لتشمل جوانب التنمية البشرية والاقتصادية، بما في ذلك توفير فرص العمل، ودعم التعليم والصحة، وتمكين المرأة والشباب. ويأتي دور «مطبخ المصرية» متكاملاً مع هذه الرؤية الشاملة، حيث يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي.
يلعب المجلس القومي للمرأة، برئاسة المهندسة زكية رشاد مقررة فرع المجلس بالبحيرة، دوراً محورياً في دعم قضايا المرأة وتمكينها في مختلف المجالات. يتضمن عمل المجلس تصميم وتنفيذ برامج تدريبية تهدف إلى صقل مهارات السيدات، وتعزيز قدراتهن على الاندماج في سوق العمل، وتوفير الدعم اللازم لإطلاق مشاريعهن الخاصة. إن الشراكة مع وزارة الأوقاف ومؤسسة حياة كريمة في هذه المبادرة تعزز من نطاق الوصول وفعالية البرامج المقدمة، وتضمن تضافر الجهود لتحقيق أقصى استفادة للمجتمعات المستهدفة.
مبادرة «مطبخ المصرية»: الأهداف والآلية
ترتكز مبادرة «مطبخ المصرية.. بإيد بناتها» على تحقيق أهداف مزدوجة؛ تتمثل في توفير الدعم الغذائي العاجل للأسر المحتاجة، وفي الوقت ذاته، بناء قدرات السيدات المحلية. يتم ذلك من خلال دورات تدريبية مكثفة تركز على تطوير مهارات الطهي، معايير النظافة والسلامة الغذائية، وإدارة الموارد. هذه المنهجية تضمن أن يكون للمبادرة أثر طويل الأمد، حيث تتحول المستفيدات من مجرد متلقيات للمساعدة إلى منتجات ومساهمات فاعلات في مجتمعاتهن.
يعكس التعاون بين المجلس القومي للمرأة، ووزارة الأوقاف، ومؤسسة حياة كريمة، أهمية الشراكات متعددة الأطراف في إنجاح المبادرات المجتمعية. فكل جهة تقدم خبراتها ومواردها لتعزيز الأثر الشامل للمبادرة، بدءاً من تحديد الاحتياجات، مروراً بالتدريب والتنفيذ، وصولاً إلى التوزيع. هذا التنسيق يضمن الوصول إلى الفئات المستهدفة بأكثر الطرق فعالية وكفاءة.
الأثر والتداعيات المجتمعية لمبادرة «مطبخ المصرية»
تمتد آثار مبادرة «مطبخ المصرية.. بإيد بناتها» إلى ما هو أبعد من مجرد توفير الوجبات الغذائية. فهي تساهم في تحقيق عدة أهداف مجتمعية وتنموية محورية:
- تمكين المرأة: توفر المبادرة للسيدات المشاركات مهارات عملية قابلة للتطبيق، مما يعزز من قدرتهن على الاعتماد على الذات وتوفير مصدر دخل لأنفسهن ولأسرهن. هذا يساهم في رفع مستوى المعيشة وتقليل الفقر.
- دعم الأمن الغذائي: بتوفير 230 وجبة مطبوخة حديثاً، تضمن المبادرة حصول الأسر الأكثر احتياجاً على غذاء صحي ومغذٍ، وهو ما يمثل دعماً حيوياً خاصة في ظل التحديات الاقتصادية.
- تعزيز روح التعاون والتكافل: تجمع المبادرة بين جهود العديد من الجهات الحكومية والمجتمع المدني، مما يعكس روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع ومؤسساته لدعم الفئات الأكثر ضعفاً.
- تنمية القدرات المحلية: من خلال تدريب السيدات، يتم بناء قدرات محلية مستدامة في مجال إعداد الطعام، يمكن أن تتطور لاحقاً إلى مشاريع صغيرة أو خدمات تموين للفعاليات المحلية، مما ينشط الاقتصاد المحلي.
- الاندماج مع المبادرات الكبرى: تظهر المبادرة كيف يمكن للبرامج المتخصصة أن تندمج بنجاح مع المشاريع الوطنية الكبرى مثل «حياة كريمة» لتحقيق أقصى تأثير إيجابي على المجتمعات المستهدفة.
وفي الختام، تعد مبادرة «مطبخ المصرية.. بإيد بناتها» في البحيرة مثالاً يحتذى به في كيفية تحويل الدعم المجتمعي إلى أداة للتنمية المستدامة، حيث لا تقدم فقط المساعدة الفورية، بل تستثمر في رأس المال البشري، وتزرع بذور الأمل والاعتماد على الذات في قلوب وعقول سيدات مصر.





