مبادرة "ميتالايف": المتحف المصري الكبير محرك رئيسي للاقتصاد الإبداعي في مصر
في تصريحات حديثة، سلط الدكتور صلاح الدين حسيني، مؤسس مبادرة "ميتالايف ميتافيرس"، الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه المتحف المصري الكبير في دفع عجلة التحول نحو الاقتصاد الإبداعي في مصر. وأكد حسيني أن المتحف لا يمثل فقط صرحاً ثقافياً وتاريخياً ضخماً، بل يعد بوابة استراتيجية لدمج التراث المصري العريق مع تقنيات المستقبل، مما يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة تتجاوز المفهوم التقليدي للسياحة.

خلفية عن المبادرة والمشروع
تُعد مبادرة "ميتالايف ميتافيرس" أول مبادرة مصرية متخصصة في تكنولوجيا الميتافيرس، وتهدف إلى بناء عوالم افتراضية تدمج بين الثقافة، والتعليم، والسياحة، والأعمال. تسعى المبادرة إلى توظيف أحدث التقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتقديم تجارب رقمية فريدة تعكس الهوية المصرية وتساهم في التنمية الاقتصادية. في المقابل، يمثل المتحف المصري الكبير، الذي يقع على هضبة الأهرامات، أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم، حيث يضم آلاف القطع الأثرية الفريدة، ويُنتظر أن يكون عند افتتاحه الكامل وجهة سياحية عالمية لا مثيل لها.
كيف يدعم المتحف الاقتصاد الإبداعي؟
يرى الخبراء أن التكامل بين صرح بحجم المتحف المصري الكبير وتقنيات الميتافيرس يمكن أن يولد قيمة اقتصادية كبيرة من خلال عدة محاور رئيسية، وهو ما تركز عليه رؤية مبادرة "ميتالايف". وتشمل هذه المحاور ما يلي:
- السياحة الافتراضية والتجارب الغامرة: يمكن تطوير نسخ رقمية طبق الأصل من المتحف وقاعاته، تتيح للزوار من جميع أنحاء العالم التجول بين كنوز الحضارة المصرية القديمة افتراضياً. هذه الجولات الافتراضية يمكن أن تكون مصدراً جديداً للإيرادات وتعمل كأداة ترويجية فعالة تشجع على الزيارة الفعلية.
- الأصول الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs): يتيح عالم الميتافيرس فرصة لتحويل بعض القطع الأثرية أو التجارب الحصرية داخل المتحف إلى أصول رقمية فريدة (NFTs). هذا الأمر يخلق سوقاً جديداً لهواة جمع المقتنيات الرقمية والمستثمرين، ويعزز القيمة الثقافية والاقتصادية للتراث المصري.
- التعليم التفاعلي عن بعد: يمكن للمتحف أن يصبح منصة تعليمية عالمية، حيث يتم تقديم برامج وورش عمل تفاعلية للطلاب والباحثين حول العالم، باستخدام محاكاة ثلاثية الأبعاد للآثار والأحداث التاريخية، مما يجعل عملية التعلم أكثر جاذبية وفعالية.
- خلق فرص عمل متخصصة: يتطلب هذا التحول الرقمي جيلاً جديداً من المبدعين والمطورين، مثل مصممي العوالم الافتراضية، وخبراء الأصول الرقمية، ومطوري تجارب المستخدم. وبالتالي، يساهم هذا التوجه في خلق وظائف جديدة ودعم نمو قطاع التكنولوجيا في مصر.
الأهمية الاستراتيجية لمصر
يأتي هذا التوجه متوافقاً مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية الدولة للتحول الرقمي، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل القومي وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار. إن استغلال الأصول الثقافية الفريدة، مثل المتحف المصري الكبير، في الاقتصاد الرقمي لا يهدف فقط إلى تحقيق عوائد مادية، بل يساهم أيضاً في حماية التراث ونشره عالمياً بطرق مبتكرة. ويُنظر إلى هذا الدمج بين الماضي والمستقبل على أنه خطوة ذكية لضمان استمرارية تأثير الحضارة المصرية في العصر الرقمي وجعلها جزءاً من الحوار العالمي المعاصر.





