محطة كويشا الكهرومائية تعزز قدرة إثيوبيا في قطاع الطاقة
يمثل مشروع كويشا للطاقة الكهرومائية، الواقع على نهر أومو في جنوب غرب إثيوبيا، خطوة استراتيجية عملاقة ضمن مساعي البلاد لتعزيز أمنها الطاقوي وتأكيد مكانتها كمركز إقليمي للطاقة. ومع اقتراب اكتمال أعماله الإنشائية، يُنتظر أن يضيف هذا السد الضخم قدرة توليد هائلة إلى الشبكة الوطنية، مما يساهم في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء وفتح آفاق جديدة للتصدير إلى الدول المجاورة.

الخلفية والتطوير
يعد سد كويشا جزءًا من سلسلة السدود على حوض نهر أومو، وهو المشروع الرابع في هذا المسار بعد سدود جيبي الأول والثاني وجيبي الثالث. بدأت الأعمال الإنشائية في المشروع عام 2016، وتولت تنفيذه شركة Webuild الإيطالية (ساليني إمبريجيلو سابقًا)، وهي إحدى الشركات الرائدة عالميًا في بناء السدود ومشاريع البنية التحتية الكبرى. تم تصميم السد ليكون من الخرسانة المضغوطة بالأسطوانة (RCC)، وهي تقنية تضمن المتانة والكفاءة في التنفيذ.
يتميز المشروع بمواصفات فنية ضخمة تجعله من أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في القارة الأفريقية. تشمل أبرز خصائصه ما يلي:
- القدرة الإنتاجية: تبلغ القدرة المركبة للمحطة حوالي 2,160 ميغاواط.
- الإنتاج السنوي المتوقع: من المقدر أن تولد المحطة ما يصل إلى 6,460 جيجاواط/ساعة من الكهرباء سنويًا.
- ارتفاع السد: يصل ارتفاع الهيكل الخرساني للسد إلى 155 مترًا.
- سعة التخزين: تبلغ السعة التخزينية للخزان الذي يتشكل خلف السد حوالي 6 مليارات متر مكعب من المياه.
الأهمية الاستراتيجية والتأثير الاقتصادي
يكتسب مشروع كويشا أهمية بالغة في سياق استراتيجية الطاقة الوطنية في إثيوبيا، والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء ودعم خطط التنمية الصناعية والزراعية الطموحة. فمن خلال توفير مصدر طاقة مستدام وموثوق، سيعمل المشروع على تشغيل المصانع وتوسيع شبكات الري الحديثة، مما يعزز الإنتاجية ويخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين.
على الصعيد الإقليمي، يعزز سد كويشا، إلى جانب سد النهضة الإثيوبي الكبير، من قدرة إثيوبيا على تصدير فائض الكهرباء إلى دول الجوار مثل كينيا والسودان وجيبوتي، مما يدر عائدات كبيرة من العملة الصعبة ويدعم التكامل الاقتصادي في منطقة القرن الأفريقي. كما يساهم المشروع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير طاقة نظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
التطورات الأخيرة والمستقبل
وفقًا لتقارير صدرت في أواخر عام 2023 ومطلع عام 2024، أحرز مشروع سد كويشا تقدمًا كبيرًا، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز الكلية للمشروع حاجز 85%. تركزت الأعمال الأخيرة على استكمال الهيكل الخرساني للسد وتركيب المعدات الكهروميكانيكية، بما في ذلك التوربينات والمولدات. تتجه التوقعات نحو بدء عملية ملء الخزان قريبًا، تمهيدًا لبدء التشغيل التجريبي لأولى وحدات التوليد.
تتطلع الحكومة الإثيوبية إلى أن يبدأ المشروع في توليد الطاقة بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة، على أن يصل إلى طاقته التشغيلية الكاملة بعد اكتمال جميع مراحل التركيب والاختبار. عند تشغيله بالكامل، سيساهم سد كويشا في مضاعفة قدرة توليد الكهرباء في إثيوبيا تقريبًا، مما يمثل نقلة نوعية في قطاع الطاقة في البلاد ويفتح الباب أمام مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.




