محمد العبار: السوق السعودية منصة استثمار استراتيجية ذات آفاق طويلة الأجل
أكد محمد العبار، مؤسس شركة إعمار العقارية، في تصريحات حديثة لقناة العربية، على أن السوق في المملكة العربية السعودية يمثل فرصة استثمارية استراتيجية فريدة من نوعها وممتدة على المدى الطويل. ووصف العبار السوق السعودي بأنه ليس مجرد سوق ناشئ، بل هو محور اقتصادي رئيسي يشهد تحولات جذرية تخلق قيمة مضافة للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.

خلفية التصريح وأهميته
تأتي هذه التصريحات من شخصية بارزة في عالم الأعمال والعقارات في منطقة الشرق الأوسط، مما يمنحها وزناً كبيراً في دوائر الاستثمار. يعتبر محمد العبار أحد رواد التطوير العقاري الذين ساهموا في تشكيل المشهد الحضري لمدينة دبي، ونظرته الإيجابية للسوق السعودية تعكس ثقة متزايدة من كبار المستثمرين في جدوى الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها المملكة.
محركات النمو الرئيسية في السوق السعودية
يستند تفاؤل العبار إلى مجموعة من العوامل الأساسية التي تجعل من المملكة وجهة استثمارية جذابة. هذه المحركات لا تقتصر على قطاع واحد، بل تشمل بنية اقتصادية متكاملة تدعم النمو المستدام. ومن أبرز هذه العوامل:
- رؤية السعودية 2030: تعد الخطة الطموحة لتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن النفط هي المحرك الأكبر للتحول. تستهدف الرؤية تطوير قطاعات جديدة مثل السياحة، والترفيه، والتكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، مما يفتح آفاقاً استثمارية واسعة.
 - المشاريع الكبرى: تقود الحكومة السعودية، ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة، مشاريع ضخمة غير مسبوقة مثل نيوم، ومشروع البحر الأحمر، والقدية. هذه المشاريع لا تخلق فرصاً في قطاع الإنشاءات فحسب، بل في كافة القطاعات الخدمية والتكميلية المرتبطة بها.
 - التركيبة السكانية: يتمتع المجتمع السعودي بتركيبة سكانية شابة، حيث يشكل الشباب دون سن 35 عاماً نسبة كبيرة من السكان. هذا العامل الديموغرافي يغذي طلباً متزايداً ومستمراً على الوحدات السكنية والخدمات الترفيهية ومنتجات التجزئة.
 - الإصلاحات التنظيمية والتشريعية: عملت الحكومة السعودية خلال السنوات الأخيرة على تحديث قوانين الاستثمار وتسهيل بيئة الأعمال لجذب رأس المال الأجنبي، وهو ما زاد من شفافية السوق وثقة المستثمرين.
 
دور إعمار في المشهد الاستثماري السعودي
لم تكن تصريحات العبار مجرد تحليل نظري، بل هي انعكاس لالتزام شركته الفعلي في السوق السعودي. تمتلك شركة إعمار حضوراً قوياً في المملكة من خلال ذراعها الاستثماري شركة "إعمار المدينة الاقتصادية"، المطور الرئيسي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية (KAEC). يُنظر إلى هذا المشروع كنموذج للشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد التي يراها العبار ممكنة ومجدية في السعودية، حيث يتضمن المشروع تطوير مناطق سكنية وصناعية وميناء بحري ومرافق ترفيهية متكاملة.
النظرة المستقبلية والتأثير الاقتصادي
يُنظر إلى شهادة شخصية بحجم محمد العبار على أنها مؤشر قوي على المسار الصحيح الذي يسير فيه الاقتصاد السعودي. فهذه التصريحات لا تشجع المستثمرين الجدد على دخول السوق فحسب، بل تطمئن أيضاً المستثمرين الحاليين على مستقبل استثماراتهم. ومع استمرار الحكومة في ضخ الاستثمارات في البنية التحتية والمشاريع التحويلية، من المتوقع أن يظل الزخم الاقتصادي قوياً، مما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات الاستثمار العالمية على المدى الطويل.




