محمد العبار يؤكد: «وسط البلد» المصرية محط اهتمامي الشخصي وسأنجز فيها ما لا يُضاهى
في تصريحات لافتة مؤخراً، أكد رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، على عمق ارتباطه بمنطقة «وسط البلد» بالعاصمة المصرية القاهرة، معرباً عن طموحه لإطلاق مشروع تطويري غير مسبوق فيها. جاء هذا التأكيد مصحوباً بتعهده بتحقيق إنجاز «يستحيل على أي أحد آخر أن يضاهيه»، مما يعكس رؤيته الطموحة والمغايرة للمنطقة التاريخية.

تكتسب هذه التصريحات أهمية بالغة بالنظر إلى مكانة العبار كأحد أبرز رواد التطوير العقاري على مستوى العالم، وخبرة شركته إعمار في تنفيذ مشاريع عملاقة ومجتمعات متكاملة. كما أنها تسلط الضوء على اهتمام شخصي من قبل رجل أعمال بهذا الحجم بمنطقة تُعد قلب القاهرة النابض، مما يثير تساؤلات حول طبيعة هذا المشروع المرتقب وتأثيره المحتمل على المشهد الحضري والاقتصادي للمدينة.
خلفية محمد العبار وإعمار في مصر
يُعرف محمد العبار بكونه العقل المدبر وراء عدد من أبرز المشاريع العقارية العالمية، بما في ذلك برج خليفة ودبي مول في الإمارات العربية المتحدة. تمتلك شركته إعمار حضوراً قوياً في السوق المصري من خلال «إعمار مصر»، التي نفذت عدة مشاريع سكنية وسياحية ضخمة، أبرزها منتجع مراسي بالساحل الشمالي، ومشروع ميفيدا في القاهرة الجديدة، وأب تاون كايرو بالمقطم. تتمايز هذه المشاريع بتركيزها على توفير مجتمعات متكاملة بمعايير عالمية، مما أرسى لإعمار سمعة قوية في السوق المصري.
لطالما أبدى العبار اهتماماً كبيراً بالسوق المصري، معتبراً إياه سوقاً واعداً يمتلك إمكانات نمو هائلة. وتأتي تصريحاته الأخيرة لتؤكد استمرار هذا الاهتمام وتوجيهه نحو قلب القاهرة التاريخي.
رؤية العبار لـ«وسط البلد»
تُعد منطقة «وسط البلد» بالقاهرة ذات قيمة تاريخية وثقافية ومعمارية فريدة، حيث تضم مبانٍ ذات طراز أوروبي يعود معظمها إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فضلاً عن كونها مركزاً تجارياً وثقافياً حيوياً. ومع ذلك، تواجه المنطقة تحديات عديدة تتعلق بالازدحام المروري، وتقادم بعض البنى التحتية، والحاجة إلى تحديث يراعي هويتها التاريخية.
يشير تعبير العبار عن كون «وسط البلد» قريبة إلى قلبه، إلى وجود دافع شخصي وعاطفي وراء اهتمامه، يتجاوز مجرد الاعتبارات الاقتصادية التقليدية. أما وعده بتحقيق ما «لا يستطيع أحد مضاهاته»، فيعكس طموحاً كبيراً يذهب أبعد من مشاريع الترميم أو التطوير التقليدية، وقد يشمل رؤية شاملة لإعادة إحياء المنطقة ودمجها في نسيج القاهرة الحديثة، مع الحفاظ على طابعها الأصيل أو حتى تعزيزه. يمكن أن يتضمن المشروع إعادة تصور للمساحات العامة، وتطوير العقارات التاريخية، وإدخال مفاهيم جديدة للتنقل أو الاستدامة.
الأهمية الاقتصادية والعمرانية
إذا ما تحققت رؤية محمد العبار لمشروع في «وسط البلد»، فإن ذلك يمكن أن يحمل تداعيات إيجابية كبيرة على عدة أصعدة:
- تنشيط اقتصادي: سيجذب استثماراً ضخماً، ويوفر فرص عمل، وينعش قطاع العقارات والخدمات في المنطقة المحيطة.
- تطوير حضري: يساهم في تحديث البنية التحتية، وتحسين جودة الحياة، وإعادة إحياء منطقة تاريخية قديمة.
- تعزيز السياحة: من شأن مشروع بهذه الأهمية أن يجذب السياح المهتمين بالتاريخ والعمارة الحديثة على حد سواء، مما يعزز مكانة القاهرة كوجهة سياحية عالمية.
- نموذج للتنمية: يمكن أن يمثل المشروع نموذجاً لكيفية دمج الحداثة في المناطق الحضرية التاريخية، مع الحفاظ على التراث.
التوقعات المستقبلية
لم يقدم محمد العبار تفاصيل محددة حول طبيعة المشروع أو الجدول الزمني لتنفيذه. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تضع «وسط البلد» في دائرة الضوء كوجهة محتملة لاستثمار عقاري وتنموي رائد. يتوقع المراقبون أن تتضمن الخطوات القادمة دراسات جدوى مفصلة، ومناقشات مع الجهات الحكومية المصرية المعنية بالتخطيط العمراني والحفاظ على التراث، للوصول إلى صيغة توافقية تضمن تحقيق رؤية العبار الطموحة بما يتناسب مع خصوصية المنطقة.
تترقب الأوساط الاقتصادية والعقارية في مصر بترقب بالغ الكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذه المبادرة التي يمكن أن تشكل نقطة تحول في مستقبل «وسط البلد» القاهرة.




