محمد صلاح يقترب من تحطيم رقم تييري هنري التاريخي في البريميرليج على ملعب واحد
في تطور يثير اهتمام جماهير كرة القدم العالمية، يقترب النجم المصري محمد صلاح، هداف نادي ليفربول، بخطوات ثابتة من معادلة وتحطيم رقم قياسي تاريخي كان في حوزة أسطورة أرسنال والكرة الفرنسية، تييري هنري. يتعلق هذا الإنجاز الخاص بعدد الأهداف التي يسجلها لاعب واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب ناديه الخاص. هذا السعي لا يعكس فقط براعة صلاح التهديفية المستمرة، بل يضع اسمه بقوة أكبر بين أعظم الهدافين في تاريخ المسابقة.

خلفية الرقم القياسي: إنجاز هنري الخالد
لطالما كان تييري هنري رمزاً للتميز التهديفي والأناقة الكروية في الدوري الإنجليزي الممتاز. خلال فترتيه مع أرسنال، وخاصة الأولى التي امتدت من عام 1999 إلى 2007، حفر هنري اسمه بأحرف من ذهب كواحد من أكثر المهاجمين فتكاً. أحد أبرز أرقامه التي ظلت صامدة لسنوات طويلة هو تسجيل 114 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب هايبوري، معقل أرسنال التاريخي. هذا الرقم لم يكن مجرد إحصائية، بل كان شاهداً على ارتباط هنري الوثيق بالنادي وملعبه، وقدرته الفائقة على قيادة فريقه نحو الانتصارات بفضل أهدافه الحاسمة أمام جماهيره الوفية. الرقم يبرز ليس فقط غزير أهدافه، بل أيضاً ولاءه واستمراريته في بيئة واحدة، مما يجعله تحدياً صعب المنال لأي مهاجم.
مسيرة صلاح نحو القمة
منذ انضمامه إلى ليفربول في صيف عام 2017، أحدث محمد صلاح ثورة حقيقية في أداء الفريق الهجومي، وسرعان ما أصبح "الملك المصري" على ملعب أنفيلد. لم يكتفِ صلاح بتحطيم الأرقام القياسية العامة في التسجيل، بل أظهر أيضاً اتساقاً مذهلاً في تسجيل الأهداف على أرضه. اعتباراً من الأسابيع الأخيرة من الموسم الكروي الحالي، وصل صلاح إلى 103 أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب أنفيلد، مما يعني أنه يحتاج إلى 11 هدفاً فقط لمعادلة رقم هنري التاريخي، و12 هدفاً ليتجاوزه ويصبح الهداف الأول في تاريخ المسابقة على ملعب واحد. هذا المعدل التهديفي اللافت على مدار مواسم متعددة يؤكد قدرته على التكيف والاستمرارية، ويجعله مرشحاً قوياً لتحطيم هذا الإنجاز في المستقبل القريب.
أهمية هذا الإنجاز لصلاح وليفربول
إن تجاوز رقم تييري هنري لن يكون مجرد إضافة إحصائية أخرى لسجل محمد صلاح الحافل، بل سيكون له دلالات أعمق بكثير. بالنسبة لصلاح، هذا الإنجاز سيعزز مكانته كواحد من أساطير الدوري الإنجليزي الممتاز وكنجم أيقوني في تاريخ ليفربول. إنه يؤكد قدرته على الأداء تحت الضغط، والتسجيل بانتظام أمام الجماهير المتحمسة، ويبرهن على العلاقة الخاصة التي تربطه بملعب أنفيلد وجماهيره. هذا الرقم لا يتطلب فقط الموهبة التهديفية، بل يتطلب أيضاً الاستمرارية الصحية، والالتزام بالنادي لفترة طويلة، وهي صفات جسدها صلاح طوال مسيرته مع الريدز.
أما بالنسبة لنادي ليفربول، فإن وجود لاعب مثل صلاح يحقق مثل هذه الأرقام على ملعب أنفيلد يعكس قوة الفريق خلال فترة تواجده. أهداف صلاح كانت حاسمة في تحقيق البطولات المحلية والقارية، بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. هذا الرقم يؤكد أن أنفيلد كان قلعة حصينة خلال السنوات الماضية، وأن صلاح كان المهندس الرئيسي للعديد من الانتصارات التاريخية التي شهدها هذا الملعب.
مقارنة بين أسطورتين
تسلط هذه المطاردة الضوء على مقارنة طبيعية بين اثنين من أعظم المهاجمين الذين مروا على الدوري الإنجليزي الممتاز. تييري هنري، بتمريراته البينية الساحرة وإنهاءاته الباردة وقدرته على اللعب في أي مركز هجومي، كان رمزاً لعصر أرسنال الذهبي تحت قيادة أرسين فينجر، متوجاً بلقب "اللا هزيمة". من جهته، يمثل محمد صلاح اللاعب العصري الذي يجمع بين السرعة الخارقة، والمهارة الفردية، والرؤية التهديفية، والمعدل البدني الهائل. أسلوبه المباشر وقدرته على تسجيل الأهداف من مواقف مختلفة جعلاه كابوساً للمدافعين.
رغم اختلاف الأجيال والأساليب الكروية، يتشابه اللاعبان في تأثيرهما الهائل على فرقهم وقدرتهما على حسم المباريات الكبرى. كلاهما حظي بحب جماهيره وتمتع بمكانة خاصة في قلوب مشجعي أرسنال وليفربول على التوالي. إن مجرد الاقتراب من رقم هنري في هذا الجانب المحدد يضع صلاح في مصاف النخبة النادرة من الهدافين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الكرة الإنجليزية.
التوقعات والترقب للمستقبل القريب
مع اقتراب نهاية الموسم، ومع وجود عدد من المباريات المتبقية على ملعب أنفيلد، يتزايد الترقب حول اللحظة التي سيتمكن فيها محمد صلاح من كسر هذا الرقم القياسي. كل هدف يسجله صلاح في أنفيلد حالياً يحمل معه وزناً إضافياً، ويقربه خطوة من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي. أداء صلاح المستمر، وتركيزه على المساهمة التهديفية، يجعل من هذا السيناريو أمراً وارداً جداً في قادم الأسابيع أو الأشهر. ستبقى الأنظار مسلطة على "الفرعون المصري" لمعرفة متى سيكتب اسمه في سجلات الدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف على ملعب واحد، متجاوزاً إرثاً كروياً عظيماً خلفه تييري هنري.





