مدرب حراس الزمالك يحذف صوراً بقميص فريق إسرائيلي
شغل خبر إزالة مدرب حراس مرمى نادي الزمالك، أحد أبرز الأندية المصرية والعربية، لصور تظهره مرتدياً قميص فريق كرة قدم إسرائيلي، الأوساط الرياضية والجماهيرية في مصر والوطن العربي خلال الأيام القليلة الماضية. وقد أثار هذا التطور ردود فعل متباينة بين الاستياء والمطالبة بالتوضيح، خاصة وأن الأمر يمس حساسيات بالغة الأهمية تتعلق بالعلاقات العربية الإسرائيلية والقضية الفلسطينية.

الخلفية والملابسات
تعود تفاصيل الواقعة إلى تداول صور لمدرب حراس المرمى المعروف، والذي يتمتع بمسيرة طويلة وحافلة في الملاعب المصرية، سواء كلاعب أو كمدرب، وهو يرتدي قميص فريق يحمل شعاراً إسرائيلياً. لم يتضح على الفور متى تم التقاط هذه الصور أو في أي سياق، لكنها انتشرت بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار الرياضية. سرعان ما تحولت الصور إلى مادة دسمة للنقاش، حيث عبر كثيرون عن صدمتهم وغضبهم من ظهور شخصية رياضية مصرية بارزة بهذا الشكل، في ظل رفض شعبي واسع لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، لا سيما في المجال الرياضي والثقافي.
يعتبر مدرب حراس المرمى المعني شخصية مرموقة في كرة القدم المصرية، وله تاريخ طويل مع نادي الزمالك ومنتخب مصر، مما يضفي على أي تصرف يصدر منه ثقلاً كبيراً وتأثيراً واسعاً على الرأي العام الرياضي. إن ارتباطه بنادٍ جماهيري مثل الزمالك يزيد من حساسية الموقف، حيث تمثل الأندية الجماهيرية في مصر جزءاً من النسيج الاجتماعي والوطني.
ردود الفعل الأولية والضغوط
بمجرد انتشار الصور، اشتعلت موجة من الانتقادات عبر تويتر وفيسبوك ومنتديات المشجعين. طالب العديد من الجماهير والإعلاميين الرياضيين بضرورة تقديم المدرب لتوضيح فوري أو اتخاذ إدارة نادي الزمالك لموقف حاسم. تراوحت المطالبات بين تقديم اعتذار رسمي، وشرح ملابسات التقاط الصور، وصولاً إلى دعوات لاتخاذ إجراءات تأديبية بحقه، مؤكدين على أن الرياضة المصرية جزء لا يتجزأ من الموقف الوطني الرافض للتطبيع.
ألقى هذا الجدل الضوء مجدداً على قضية التطبيع الرياضي والثقافي، التي لطالما كانت نقطة خلاف في المنطقة. ففي حين توجد اتفاقيات سلام رسمية بين بعض الدول العربية وإسرائيل، يظل الرفض الشعبي لأي تعاملات غير رسمية أو شخصية مع كيانات إسرائيلية قوياً، خاصة في مجالات تحظى بشعبية واسعة مثل الرياضة والفن. أي خروج عن هذا الإجماع الشعبي غالباً ما يواجه بحملات استنكار ومقاطعة.
تطورات الموقف وبيان المدرب
بعد ساعات من الجدل المحتدم، لوحظ أن مدرب حراس المرمى قام بحذف الصور محل النقاش من جميع حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء هذا التحرك بمثابة استجابة سريعة للضغوط الجماهيرية والإعلامية التي واجهها. لاحقاً، صدرت تصريحات منسوبة للمدرب، أو من مقربين منه، تشير إلى أن الصور قديمة وتم التقاطها في سياق معين لا يحمل أي نية للتطبيع أو الخروج عن الإجماع الوطني. بعض الروايات ذكرت أنها قد تكون التقطت خلال معسكر تدريبي خارجي أو مناسبة رياضية جمعت فرقاً من جنسيات مختلفة دون قصد لإظهار أي انتماء لفريق إسرائيلي بالتحديد.
لم يصدر عن نادي الزمالك بيان رسمي صريح بخصوص الواقعة حتى تاريخه، لكن يُفهم من سياق الأحداث أن النادي يراقب الموقف عن كثب، وأن تصرف المدرب بحذف الصور يعكس حرصاً على تهدئة الأجواء وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤثر على استقرار الفريق وعلاقته بجماهيره. إن التزام الأندية المصرية بالموقف الوطني تجاه القضايا الحساسة هو أمر راسخ، وأي خروج عنه يمكن أن يسبب أزمات كبرى.
السياق الأوسع وتداعيات الحادثة
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة المصرية والعربية. فقد شهدت السنوات الماضية عدة مواقف مشابهة تعرض فيها رياضيون وإعلاميون لضغوط كبيرة بسبب صور أو تصريحات اعتبرت تجاوزاً لخطوط الموقف الشعبي الرافض للتطبيع. على سبيل المثال، تم سحب الجنسية الرياضية من بعض اللاعبين، أو تعرض آخرون للإيقاف أو حملات مقاطعة واسعة.
تُبرز هذه الأحداث الدور المحوري الذي تلعبه الشخصيات العامة، وخاصة الرياضيين، كرموز وطنية في المجتمعات العربية. أي تصرف يصدر عنهم، حتى لو كان عفوياً أو غير مقصود، يمكن أن يحمل دلالات سياسية واجتماعية عميقة. وتعد منصات التواصل الاجتماعي أداة قوية في تضخيم مثل هذه الأحداث، وتحويلها إلى قضايا رأي عام تتطلب استجابة سريعة وواضحة.
يؤكد هذا الحادث مجدداً على الحساسية الشديدة التي تحيط بالعلاقات مع إسرائيل في الوعي الجمعي المصري والعربي، وعلى الحاجة المستمرة للشخصيات العامة، لا سيما في مجالات تحظى بشعبية جارفة كالرياضة، لأن تكون واعية تماماً لتلك الحساسيات وتداعيات أي تصرف يمكن أن يفسر بشكل خاطئ أو يتعارض مع الموقف الشعبي العام. وبينما يبدو أن الأزمة الحالية في طريقها للتهدئة بعد حذف الصور، إلا أنها تترك وراءها تذكيراً قوياً بالخطوط الحمراء التي لا يزال الرأي العام يعتبرها مقدسة.





