مذكرة تفاهم استراتيجية بين هيئة ITIDA ومجموعة GS Group لتعزيز التعهيد والتحول الرقمي في مصر
في خطوة تعكس التزام الحكومة المصرية بدعم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، شهدت القاهرة مؤخرًا توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين مجموعة جيزة سيستمز (GS Group)، الشركة الرائدة في مجال التحول الرقمي وتكامل الأنظمة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، الذراع التنفيذي لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية. جرى التوقيع على هامش فعاليات القمة العالمية لخدمات التعهيد (Global Sourcing Summit) التي استضافتها مصر، وتحت رعاية وحضور كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يؤكد الأهمية التي توليها الدولة لهذا التعاون.

تهدف هذه المذكرة إلى التوسع الكبير في أنشطة مركز تسليم الخدمات والمشروعات العالمي (GDC) التابع لمجموعة جيزة سيستمز في مصر، مما سيعزز من قدرات الشركة على تقديم حلول وخدمات متكاملة عالميًا، ويدعم مكانة مصر كمركز إقليمي ودولي لخدمات التعهيد وتصدير التكنولوجيا.
خلفية عن الأطراف وأهداف التعاون
تُعد مجموعة جيزة سيستمز إحدى الشركات المصرية الرائدة التي تتمتع بخبرة واسعة تمتد لعقود في تصميم وتنفيذ وتكامل أنظمة وحلول تكنولوجيا المعلومات المعقدة للعديد من القطاعات الحيوية. تتميز المجموعة بقدرتها على تمكين المؤسسات من تحقيق تحولها الرقمي، وتقديم خدمات متخصصة تشمل الاستشارات، تطوير البرمجيات، إدارة البنية التحتية، وحلول الأمن السيبراني. يمثل مركز GDC ركيزة أساسية لاستراتيجية المجموعة لتقديم خدمات عالمية المستوى بكفاءة وفعالية من مصر.
من جانبها، تعمل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA) كجهة حكومية رئيسية مكلفة بتطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية إليها. تشمل مهامها دعم الشركات المحلية الناشئة والراسخة، وتطوير الكفاءات البشرية، وتعزيز بيئة الأعمال المواتية لنمو القطاع. تتبنى ITIDA مبادرات طموحة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي وعالمي لخدمات التعهيد وتصدير التكنولوجيا، وذلك من خلال توفير الحوافز والدعم للشركات العالمية والمحلية.
يأتي هذا التعاون في إطار رؤية مشتركة لتعزيز البنية التحتية الرقمية لمصر، وتنمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية. تُعد مذكرة التفاهم هذه خطوة عملية نحو ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، من خلال الاستفادة من الخبرات الفنية لمجموعة GS Group والدعم الحكومي الذي توفره ITIDA.
تفاصيل التوسع المتوقع وتأثيره
يتضمن التوسع في أنشطة مركز GDC خططًا طموحة لزيادة حجم العمليات والخدمات التي يقدمها المركز. من المتوقع أن يشمل ذلك:
- توفير فرص عمل جديدة: خلق المئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للشباب المصري المتخصص في مجالات تكنولوجيا المعلومات المتقدمة، مثل تطوير البرمجيات، خدمات البنية التحتية، الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي.
- تعزيز القدرات التصديرية: زيادة حجم صادرات مصر من خدمات تكنولوجيا المعلومات، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويزيد من العملة الصعبة.
- تطوير الكفاءات: الاستثمار في تدريب وتطوير الكوادر البشرية المصرية، بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، لضمان توافر المهارات المطلوبة في السوق العالمية.
- تقديم حلول متقدمة: توسيع نطاق الخدمات ليشمل أحدث التقنيات والحلول الرقمية التي تلبي احتياجات العملاء حول العالم، مما يعزز مكانة مصر في خريطة التعهيد العالمية.
- جذب استثمارات إضافية: من المتوقع أن يشجع هذا التوسع المزيد من الشركات العالمية والمحلية على الاستثمار في مصر، مستفيدة من البنية التحتية المتطورة والكفاءات المتاحة.
الأهمية الاستراتيجية لدعم التعهيد والتحول الرقمي
تحظى صناعة التعهيد (Outsourcing) بأهمية بالغة للاقتصاد المصري، حيث توفر فرصًا واعدة للشباب وتساهم في بناء اقتصاد المعرفة. تستهدف الحكومة المصرية مضاعفة حجم صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات، وتعمل ITIDA جاهدة على توفير البيئة الداعمة والمحفزات الاستثمارية لتحقيق هذا الهدف. تُعد الشراكة مع شركات بحجم وخبرة جيزة سيستمز حجر زاوية في هذه الاستراتيجية.
كما يمثل التحول الرقمي أولوية قصوى للحكومة المصرية في إطار استراتيجية "مصر الرقمية" الشاملة. تهدف هذه الاستراتيجية إلى رقمنة الخدمات الحكومية، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتمكين الابتكار في مختلف القطاعات. تلعب شركات تكامل الأنظمة مثل GS Group دورًا محوريًا في تنفيذ هذه الأهداف من خلال توفير الحلول التكنولوجية المتطورة للمؤسسات الحكومية والخاصة.
تأثير الرعاية الحكومية رفيعة المستوى
إن حضور رئيس مجلس الوزراء ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فعاليات التوقيع لا يعد مجرد بروتوكول، بل هو رسالة واضحة حول مدى التزام الدولة بدعم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هذه الرعاية تمنح المشروع زخمًا كبيرًا، وتؤكد على أن الحكومة تعتبر هذا القطاع محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي ومستقبل مصر الرقمي. كما تبعث رسالة إيجابية للمستثمرين المحليين والدوليين حول جدية مصر في أن تصبح مركزًا عالميًا لخدمات التكنولوجيا المتقدمة.
تتطلع الأوساط الاقتصادية والتكنولوجية إلى النتائج الإيجابية لهذا التعاون، الذي من شأنه أن يعزز قدرة مصر التنافسية في سوق خدمات التعهيد العالمية، ويفتح آفاقًا جديدة أمام الابتكار والنمو في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.





