مسؤول أمريكي: ترامب حذر نتنياهو من "عواقب وخيمة" حال إفشال صفقة غزة
نقلت تقارير إعلامية إسرائيلية، خلال الساعات الأخيرة، عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله إن الرئيس السابق دونالد ترامب وجه تحذيراً شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متوعداً إياه بـ"ضربة كبيرة" أو ما وصف بـ"عواقب وخيمة" في حال تسببت مواقفه في إفشال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المحتمل في قطاع غزة. وأشار المصدر، الذي تحدث لقناة "12" العبرية، إلى تزايد القلق في الأوساط السياسية الأمريكية من أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية قد تؤدي إلى انهيار المفاوضات الحساسة الجارية.

خلفية التحذير وسياق المفاوضات
يأتي هذا التحذير المنسوب لترامب في وقت حرج، حيث تبذل جهود دبلوماسية مكثفة بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة في غزة. وتتركز المفاوضات الحالية حول مقترح يتضمن عدة مراحل، تبدأ بوقف مؤقت لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، بالإضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ووفقاً للتقارير، فإن الرسالة الأمريكية تعكس قلقاً عميقاً من أن نتنياهو قد يخضع لضغوط شركائه في الائتلاف الحكومي من اليمين المتطرف، والذين يعارضون أي اتفاق لا يضمن القضاء التام على حماس أو يتضمن تنازلات كبيرة.
الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطاً متناقضة من جبهتين؛ فمن ناحية، يهدد وزراء متطرفون في حكومته، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا وافق على صفقة يعتبرونها "غير كافية". ومن ناحية أخرى، يتصاعد ضغط أهالي المحتجزين وقطاعات واسعة من الشارع الإسرائيلي الذين يطالبون بإعطاء الأولوية القصوى لإعادة ذويهم، حتى لو تطلب ذلك ثمناً سياسياً أو عسكرياً باهظاً. هذا الانقسام الداخلي الحاد يجعل موقف نتنياهو معقداً للغاية، ويثير شكوكاً حول قدرته على اتخاذ قرار حاسم لصالح الصفقة.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذا التطور في كونه يعكس شرخاً متزايداً ليس فقط داخل الإدارة الأمريكية الحالية، بل أيضاً مع شخصيات سياسية مؤثرة مثل الرئيس السابق ترامب، بشأن إدارة إسرائيل للحرب. إن صدور مثل هذا التحذير، ولو بشكل غير رسمي، يشير إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لم يعد غير مشروط، وأن هناك حدوداً للصبر السياسي في واشنطن.
قد يؤدي فشل المفاوضات إلى عدة تداعيات خطيرة، منها:
- التصعيد العسكري: قد تدفع عرقلة الاتفاق الجيش الإسرائيلي إلى توسيع عملياته العسكرية، لا سيما في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، وهو ما حذرت منه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مراراً.
 - زعزعة الاستقرار الإقليمي: يمكن أن يؤدي انهيار المحادثات إلى زيادة التوترات في المنطقة، وربما إشعال جبهات أخرى، خاصة مع حزب الله في لبنان.
 - تآكل الدعم الدولي: سيؤدي فشل المسار الدبلوماسي إلى مزيد من العزلة الدولية لإسرائيل وتزايد الانتقادات الموجهة لسياستها في غزة.
 - التأثير على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية: يعتبر هذا التحذير مؤشراً على أن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين قد تتأثر سلباً على المدى الطويل، بغض النظر عن هوية الرئيس في البيت الأبيض.
 
في الختام، تبقى الساعات والأيام القادمة حاسمة لتحديد مصير اتفاق غزة. والقرار الذي سيتخذه نتنياهو لن يحدد فقط مستقبل الحرب والمحتجزين، بل قد يرسم أيضاً ملامح جديدة للعلاقة بين إسرائيل وحليفتها الأبرز، الولايات المتحدة.




