مسؤول صيني رفيع يحذر: تغير المناخ يعقد أزمة المياه العالمية
في تصريحات صدرت خلال فعاليات المنتدى العالمي العاشر للمياه الذي عُقد مؤخراً، دق نائب وزير الموارد المائية الصيني، وانغ باوين، ناقوس الخطر بشأن الوضع المائي العالمي، مؤكداً أنه يزداد صعوبة وتعقيداً يوماً بعد يوم. وعزا المسؤول الصيني هذا التدهور بشكل أساسي إلى تفاقم أزمة تغير المناخ وما يصاحبها من ظواهر طبيعية متطرفة، والتي باتت تشكل ضغطاً غير مسبوق على الموارد المائية المتاحة حول العالم.
خلفية الأزمة وتأثيرات تغير المناخ
أوضح وانغ أن العلاقة بين تغير المناخ وأمن المياه أصبحت حقيقة لا يمكن تجاهلها. فارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى اضطراب دورة المياه الطبيعية، مما ينتج عنه زيادة في وتيرة وشدة الكوارث المرتبطة بالمياه. وأشار إلى أن العالم يشهد موجات جفاف طويلة في مناطق، بينما تعاني مناطق أخرى من فيضانات مدمرة، وهو ما يضع الأنظمة البيئية والمجتمعات البشرية على حد سواء في خطر. وشدد على أن هذه الظواهر المتطرفة لم تعد أحداثاً نادرة، بل أصبحت جزءاً من الواقع المناخي الجديد، الأمر الذي يستلزم إعادة تقييم شاملة لمعايير السلامة والبنية التحتية لمواجهة الفيضانات والكوارث المائية.
التجربة الصينية في مواجهة التحديات
استعرض وانغ باوين جهود الصين في التعامل مع تحدياتها المائية المعقدة، حيث تواجه البلاد توزيعاً غير متكافئ للموارد المائية، مع شح في الشمال وفيضانات متكررة في الجنوب. ولمواجهة ذلك، قامت الصين باستثمارات ضخمة في تطوير بنية تحتية متكاملة لإدارة المياه تشمل:
- بناء السدود والخزانات العملاقة لضبط تدفق الأنهار وتخزين المياه.
 - تطوير أنظمة إنذار مبكر متقدمة للتنبؤ بالفيضانات وإجلاء السكان بشكل فعال.
 - إطلاق مشاريع استراتيجية مثل مشروع "تحويل المياه من الجنوب إلى الشمال" لمعالجة العجز المائي في المناطق الشمالية.
 - تبني سياسات صارمة لترشيد استهلاك المياه في القطاعات الزراعية والصناعية والحضرية.
 
وأكد أن هذه الإجراءات ساهمت في تعزيز قدرة الصين على التكيف مع التغيرات المناخية وحماية مواطنيها من الكوارث المائية، مشيراً إلى أن التجربة الصينية يمكن أن تقدم دروساً قيمة لدول أخرى تواجه تحديات مماثلة.
دعوة لتعزيز التعاون الدولي
لم يقتصر حديث المسؤول الصيني على استعراض الجهود المحلية، بل شدد على أن أزمة المياه هي قضية عالمية تتطلب حلاً جماعياً. ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي وتقاسم الخبرات والتكنولوجيا لمواجهة هذه التحديات المشتركة. وأكد أن منصات مثل المنتدى العالمي للمياه تلعب دوراً حيوياً في تسهيل الحوار وبناء شراكات فعالة بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص. وأضاف أن مواجهة التعقيدات المتزايدة لأزمة المياه تتطلب تضافر الجهود لابتكار حلول مستدامة تضمن الأمن المائي للأجيال القادمة.
أهمية التحذير وآفاق المستقبل
تكمن أهمية هذه التصريحات في كونها صادرة عن مسؤول رفيع في دولة تعد قوة اقتصادية كبرى ولديها خبرة واسعة في إدارة مشاريع مائية ضخمة. ويعكس هذا التحذير إجماعاً دولياً متزايداً على أن تغير المناخ هو المحرك الرئيسي لأزمة المياه العالمية. ويشير إلى أن الحكومات حول العالم أصبحت تدرك أن الحلول التقليدية لم تعد كافية، وأن هناك حاجة ملحة لتبني نهج شامل ومبتكر يربط بين إدارة المياه، والتكيف مع المناخ، والتنمية المستدامة. وبدون اتخاذ إجراءات منسقة وعاجلة، فإن ندرة المياه ستستمر في تهديد استقرار الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي والسلام الاجتماعي في جميع أنحاء الكوكب.




