مستقبل رمضان صبحي: مساعي الطعن الأخير ضد عقوبة الإيقاف المطولة
في تطور يترقبه عشاق كرة القدم المصرية والدولية، تتجه الأنظار نحو مصير لاعب نادي بيراميدز السابق والمنتخب المصري، رمضان صبحي، في ظل محاولات قانونية مكثفة لتخفيف عقوبة الإيقاف الصادرة بحقه. جاءت هذه المستجدات في أعقاب قرار المحكمة الرياضية الدولية (CAS) الذي أيد إيقافه لمدة أربع سنوات، مما يضع مسيرته الكروية على المحك. ويقود المحامي الدولي البارز هشام عبد ربه هذه الجهود، مستعرضًا المسارات القانونية المتاحة كفرصة أخيرة لإنقاذ مستقبل اللاعب.

خلفية الأزمة: تفاصيل قضية المنشطات
تعود جذور الأزمة إلى أوائل عام 2023، عندما تم الكشف عن مخالفة تتعلق بعينة منشطات للاعب رمضان صبحي خلال اختبار روتيني. بدأت التحقيقات الأولية بواسطة المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات (EGY-NADO)، والتي أشارت إلى وجود تلاعب في العينة المقدمة. لم تقتصر القضية على وجود مادة محظورة، بل امتدت لتشمل شبهات حول محاولة التلاعب بالنتائج، وهو ما يعتبر مخالفة جسيمة لقواعد مكافحة المنشطات العالمية، ويترتب عليه عقوبات أشد صرامة من مجرد اكتشاف مادة محظورة.
منذ اللحظة الأولى، نفى رمضان صبحي جميع التهم الموجهة إليه، مؤكدًا براءته ومُرجحًا أن يكون هناك خطأ إجرائي أو تلوث عرضي للعينة. وقد أظهر نادي بيراميدز دعمًا كاملًا للاعبه خلال هذه الفترة العصيبة، مقدمًا له جميع أشكال المساعدة القانونية والإدارية. ومع ذلك، استمرت التحقيقات وانتقلت القضية عبر مستويات مختلفة من التقاضي الرياضي، وصولًا إلى المحكمة الرياضية الدولية (CAS) التي تُعد أعلى هيئة قضائية في النزاعات الرياضية.
قرار المحكمة الرياضية الدولية (CAS) والعقوبة
بعد جلسات استماع مطولة ومراجعة دقيقة لجميع الأدلة المقدمة من قبل الأطراف المعنية، أصدرت المحكمة الرياضية الدولية (CAS) قرارها النهائي بتاريخ أكتوبر 2024. أيدت المحكمة قرار إيقاف رمضان صبحي لمدة أربع سنوات كاملة، مؤكدة على ثبوت تهمة التلاعب في عينة المنشطات. هذا القرار الصارم يعني أن اللاعب سيغيب عن الملاعب حتى عام 2027، علمًا بأن الإيقاف عادة ما يسري بأثر رجعي من تاريخ الإيقاف المؤقت الأول (والذي قد يكون في مارس 2023). تُعتبر عقوبة الأربع سنوات من أشد العقوبات التي يمكن أن تُفرض في قضايا المنشطات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتلاعب، مما يعكس مدى جدية المخالفة في نظر الهيئات الدولية لمكافحة المنشطات.
المسارات القانونية ومحاولة الطعن الأخير
على الرغم من أن قرارات المحكمة الرياضية الدولية (CAS) غالبًا ما تكون نهائية وملزمة، إلا أن هناك نافذة قانونية ضيقة للغاية للطعن عليها أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية. وقد أوضح المحامي الدولي هشام عبد ربه، الذي تولى قضية رمضان صبحي، أن هذه المرحلة تمثل «الفرصة الأخيرة» للاعب. وأشار عبد ربه إلى أن الطعن أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية لا يُعنى بإعادة النظر في وقائع القضية أو إعادة تقييم الأدلة، بل يقتصر على الطعن في العيوب الإجرائية الجسيمة التي قد تكون شابت إجراءات التحكيم أمام CAS، أو انتهاك واضح لحقوق الدفاع الأساسية للاعب، أو عدم اختصاص المحكمة. من بين النقاط التي يمكن أن يركز عليها الفريق القانوني لصبحي:
- العيوب الإجرائية: البحث عن أي خلل في سير الجلسات أو جمع الأدلة أو إبلاغ الأطراف.
- مخالفة النظام العام: إذا كانت إجراءات CAS قد خالفت مبادئ أساسية للقانون السويسري أو الدولي.
- انتهاك حق الاستماع: التأكد من أن اللاعب قد مُنح فرصة كاملة وعادلة لعرض دفاعه وتقديم أدلته.
هذا النوع من الطعون نادرًا ما يُفلح، وتاريخ المحكمة الفيدرالية السويسرية يشهد على أن عدد قرارات CAS التي تم إلغاؤها بناءً على عيوب إجرائية قليل جدًا.
التداعيات والآثار المحتملة
للعقوبة الصادرة وتداعياتها أبعاد كبيرة على رمضان صبحي ونادي بيراميدز، وكذلك على كرة القدم المصرية بشكل عام:
- مستقبل اللاعب: سيعود صبحي إلى الملاعب وهو في سن 31 عامًا، بعد غياب أربع سنوات كاملة عن ممارسة كرة القدم الاحترافية. هذه الفترة الطويلة قد تؤثر بشكل كبير على لياقته البدنية والفنية، وقيمته السوقية، وقدرته على استعادة مكانته كأحد أبرز المواهب في مصر.
- تأثير على نادي بيراميدز: يُمثل رمضان صبحي أحد أهم الأوراق الرابحة في تشكيلة بيراميدز. خسارته لمدة طويلة تُلقي بظلالها على خطط النادي الفنية والمالية، خاصةً بعد الاستثمار الكبير في اللاعب.
- المنتخب المصري: كان صبحي عنصرًا أساسيًا في تشكيلات المنتخبات المصرية لمختلف الفئات، ويُعد إيقافه خسارة للمنتخب الوطني في سنوات حاسمة.
- الرسالة الرادعة: تُرسل هذه القضية رسالة واضحة وقوية حول جدية الهيئات الدولية في مكافحة المنشطات والتلاعب بنتائج العينات، مما قد يردع لاعبين آخرين عن التفكير في مثل هذه الممارسات.
سابقة وتوقعات
هناك العديد من السوابق في عالم الرياضة حيث واجه لاعبون عقوبات إيقاف طويلة بسبب المنشطات أو التلاعب. في معظم هذه الحالات، لم يتمكن اللاعبون من استئناف مسيرتهم بنفس الوهج السابق. وعلى الرغم من أن الفريق القانوني لرمضان صبحي يضع آماله على الطعن أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية، إلا أن التوقعات تشير إلى أن فرص نجاح هذا الطعن ضعيفة للغاية نظرًا للمعاير الصارمة التي تتبعها المحكمة. وبالتالي، فإن مصير رمضان صبحي في كرة القدم الاحترافية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنتائج النهائية لهذه المساعي القانونية التي تُعد بالفعل فرصته الأخيرة.
في الختام، تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد المسار المستقبلي لـرمضان صبحي، الذي يجد نفسه في مواجهة قضائية معقدة قد تُنهي مشواره الكروي في أوج عطائه.




