مستقبل "قانون قيصر" على طاولة المباحثات بين المعارضة السورية ومسؤولين أمريكيين
في أواخر شهر مايو وبداية يونيو 2024، شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن سلسلة من الاجتماعات المكثفة بين وفد رفيع المستوى من المعارضة السورية ومسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء في الكونغرس. ترأس الوفد رئيس الائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة، وضم شخصيات بارزة أخرى، بهدف إعادة تسليط الضوء على الملف السوري وتأكيد الثوابت السياسية للمعارضة.

خلفية الزيارة وأهميتها
تأتي هذه الزيارة في توقيت حاسم، يتزامن مع بروز متغيرات إقليمية ودولية تجاه الأزمة السورية. فمن جهة، هناك موجة من التطبيع العربي مع نظام دمشق، ومن جهة أخرى، يدور نقاش داخل دوائر صنع القرار الغربية حول جدوى العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام. سعت المعارضة من خلال هذه المباحثات إلى التأثير على السياسة الأمريكية لضمان استمرار الضغط على نظام الأسد ومنع أي تراجع عن المسار السياسي القائم على القرارات الدولية.
محاور النقاش الرئيسية
ركزت أجندة الوفد على مجموعة من الملفات الاستراتيجية التي تشكل جوهر موقف المعارضة، وتم طرحها بوضوح خلال اللقاءات مع المسؤولين الأمريكيين، ومن أبرزها:
- تطبيق "قانون قيصر": شكل مستقبل العقوبات الأمريكية، المعروفة بـ "قانون قيصر"، المحور الأبرز للنقاشات. شدد الوفد على ضرورة ليس فقط الإبقاء على هذه العقوبات، بل تعزيزها وتوسيع نطاقها لتشمل كافة الكيانات والأفراد الداعمين للنظام، مؤكدين أنها الأداة الأكثر فعالية لدفع النظام نحو حل سياسي جاد.
- التمسك بالحل السياسي: أكد أعضاء الوفد مجدداً أن الحل الوحيد والمستدام في سوريا لا يمكن أن يكون إلا سياسياً، وفقاً لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254. وجرى التأكيد على رفض أي محاولات لتجاوز هذا المسار أو إعادة تأهيل النظام السوري دون تحقيق انتقال سياسي حقيقي.
- مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات: نبه الوفد إلى الدور الذي يلعبه نظام دمشق في زعزعة استقرار المنطقة عبر شبكاته لتصنيع وتهريب حبوب الكبتاغون. وطالبوا بتعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة التي أصبحت مصدراً رئيسياً لتمويل النظام وأنشطته.
- ملف المساءلة والعدالة: حظي ملف محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا باهتمام كبير، حيث طالب الوفد بدعم الجهود الدولية لضمان عدم إفلات المسؤولين عن هذه الفظائع من العقاب وتحقيق العدالة للضحايا.
نتائج المباحثات والموقف الأمريكي
خلال لقاءاتهم، بما في ذلك مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، تلقى وفد المعارضة تأكيدات من الجانب الأمريكي بالاستمرار في دعم مسار الحل السياسي القائم على قرار مجلس الأمن 2254. كما جدد المسؤولون الأمريكيون موقف بلادهم الثابت بعدم التطبيع مع نظام الأسد أو دعم أي جهود لإعادة الإعمار قبل التوصل إلى حل سياسي شامل وموثوق. وأكدوا التزامهم بمواصلة فرض العقوبات كوسيلة للضغط على النظام وداعميه لتحقيق تقدم في العملية السياسية.




