ضغوط أمريكية على إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية من مقترح وقف إطلاق النار
تتزايد الضغوط الدبلوماسية التي تمارسها الإدارة الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية بهدف دفعها للموافقة على الانتقال إلى المرحلة الثانية من المقترح الشامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتأتي هذه الجهود المكثفة في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة التي تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أشهر وتجنب تصعيد إقليمي أوسع.
خلفية المقترح الأمريكي
يستند المقترح الحالي، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن وحظي بدعم دولي واسع، بما في ذلك قرار من مجلس الأمن الدولي، على خطة من ثلاث مراحل تهدف إلى تحقيق وقف دائم للأعمال العدائية. وتشمل هذه المراحل:
- المرحلة الأولى: تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها سحب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين، خاصة النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع.
- المرحلة الثانية: تتضمن التفاوض على إنهاء دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، بمن فيهم الجنود، مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
- المرحلة الثالثة: تركز على إطلاق خطة إعادة إعمار كبرى لقطاع غزة، وإعادة رفات المحتجزين المتوفين إلى عائلاتهم.
محور الضغوط الحالية
يتركز الضغط الأمريكي الحالي على ضمان التزام إسرائيل بالانتقال السلس من المرحلة الأولى إلى الثانية، وهو ما يمثل نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات. فبينما تطالب حركة حماس بضمانات واضحة ومسبقة بأن المرحلة الأولى ستؤدي حتمًا إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل، تتحفظ إسرائيل على تقديم مثل هذا الالتزام الصريح، مؤكدة على ضرورة استكمال مهمتها المتمثلة في القضاء على القدرات العسكرية والسياسية للحركة. وتشير تقارير حديثة، نقلتها هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن المناقشات بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين تناولت حلولاً محددة لتجاوز هذه العقبة، ومن ضمنها طرح مقترحات تتعلق بمصير مقاتلي حماس، مثل السماح لهم بالاستسلام أو الخروج عبر ممر آمن لتجنب مواجهات دامية قد تعرقل مسار الهدنة.
ردود الفعل والمواقف
تتعامل الأطراف المعنية مع المقترح من زوايا مختلفة، مما يعكس تعقيد الوضع الميداني والسياسي. فالولايات المتحدة، بقيادة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، تعتبر الاتفاق فرصة حاسمة لإنهاء الأزمة الإنسانية ومنع اتساع رقعة الصراع. أما في إسرائيل، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انقسامًا داخليًا حادًا؛ فمن جهة، يضغط عليه شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف لرفض أي اتفاق لا يضمن القضاء التام على حماس، ومن جهة أخرى، يواجه ضغطًا شعبيًا متزايدًا من عائلات المحتجزين المطالبين بإعطاء الأولوية لعودتهم.
أهمية التطورات الأخيرة
تكتسب هذه الجهود الدبلوماسية أهميتها من كونها تمثل المنعطف الأكثر جدية حتى الآن نحو إيجاد حل للصراع. إن نجاح الوساطة الأمريكية في جسر الهوة بين مواقف الطرفين قد يمهد الطريق ليس فقط لإنهاء الحرب، بل أيضًا لرسم مستقبل مختلف للمنطقة. وفي المقابل، فإن فشل هذه الجهود قد يؤدي إلى استمرار دوامة العنف وتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على الاستقرار الإقليمي بأكمله.





