نقل المدعية العسكرية الإسرائيلية الخاضعة لعقوبات أمريكية إلى المستشفى
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية يوم الأحد الماضي بنقل المدعية العامة العسكرية للجيش الإسرائيلي، اللواء يفعات تومر يروشالمي، إلى المستشفى بعد تعرضها لوعكة صحية مفاجئة. وقد تم إدخالها إلى مركز إيخيلوف الطبي في تل أبيب، حيث أفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن حالتها مستقرة وتخضع لفحوصات طبية. ويأتي هذا التطور في سياق سياسي مشحون، حيث تخضع يروشالمي لعقوبات أمريكية فرضت عليها مؤخراً.

خلفية العقوبات الأمريكية
في سبتمبر 2024، اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خطوة غير مسبوقة بفرض عقوبات على ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار، من بينهم اللواء يروشالمي. وشملت العقوبات أيضاً قائد الإدارة المدنية في الضفة الغربية، شاي كيليبر، والمستشار القانوني السابق للضفة الغربية، أودي بن موحا. وتضمنت الإجراءات فرض قيود على تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة.
جاءت هذه العقوبات على خلفية اتهامات أمريكية للمسؤولين الثلاثة بالتقاعس عن التحقيق بشكل كافٍ ومحاكمة أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. واعتبرت واشنطن أن النظام القضائي العسكري الإسرائيلي لم يتخذ الإجراءات اللازمة لضمان المساءلة، مما ساهم في استمرار وتصاعد هذه الهجمات. وقد أثارت هذه الخطوة توتراً دبلوماسياً بين الحليفين، حيث تُعد من المرات النادرة التي تستهدف فيها الولايات المتحدة مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى بمثل هذه الإجراءات.
تفاصيل الحادث الصحي وردود الفعل
وفقاً للجيش الإسرائيلي، شعرت يروشالمي بتوعك خلال اجتماع عمل في مقر وزارة الدفاع (الكرياه) في تل أبيب، مما استدعى نقلها إلى المستشفى كإجراء احترازي. ولم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول طبيعة حالتها الصحية، إلا أن التأكيدات الرسمية ركزت على استقرار وضعها.
في المقابل، كانت ردود الفعل الإسرائيلية على العقوبات الأمريكية حادة. فقد دافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بشدة عن يروشالمي، مؤكدين أنها تؤدي واجباتها بمهنية واستقلالية. ووصف المسؤولون الإسرائيليون العقوبات بأنها غير مبررة وتتجاهل جهود الجيش الإسرائيلي في تطبيق القانون بالضفة الغربية، معتبرين أنها تمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية لإسرائيل.
الأهمية والسياق
تكتسب قضية المدعية العسكرية الإسرائيلية أهمية خاصة لكونها تجمع بين أبعاد صحية شخصية وسياقات سياسية ودبلوماسية معقدة. إن دخولها المستشفى يعيد تسليط الضوء على شخصيتها وعلى الضغوط التي تواجهها في منصبها الحساس، خاصة بعد العقوبات الأمريكية. وتُبرز هذه القضية عمق الخلاف بين إسرائيل وأقرب حلفائها بشأن إدارة الصراع في الضفة الغربية ومسألة عنف المستوطنين، وهو ملف لطالما كان مصدراً للانتقاد الدولي. كما تعكس الحادثة حجم التحديات التي يواجهها النظام القضائي العسكري في إسرائيل في الموازنة بين متطلبات الأمن والالتزام بمعايير المساءلة القانونية الدولية.




