المدعية العسكرية السابقة بإسرائيل في حالة حرجة وسط تحقيقات
تم نقل المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية السابقة، اللواء يفعات تومر-يروشالمي، إلى المستشفى في حالة وصفت بالحرجة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وذلك في أعقاب ما وصفته تقارير إعلامية بأنه محاولة انتحار في منزلها. أحدث الخبر صدمة واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، مسلطاً الضوء على حجم الضغوط التي يتعرض لها كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.

خلفية عن مسيرتها المهنية
تُعد يفعات تومر-يروشالمي شخصية قانونية وعسكرية بارزة في إسرائيل، حيث دخلت التاريخ في عام 2021 كأول امرأة تتولى منصب المدعي العام العسكري، وهو منصب حساس يحمل رتبة لواء (ألوف). خلال فترة خدمتها، كانت مسؤولة عن الإشراف على كامل المنظومة القضائية العسكرية، وتقديم المشورة القانونية لرئيس الأركان والحكومة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات مصيرية بشأن فتح تحقيقات جنائية ضد جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي.
واجهت تومر-يروشالمي خلال توليها المنصب تحديات قانونية معقدة، من بينها التعامل مع التماسات مقدمة إلى المحكمة العليا ضد سياسات الجيش، والتدقيق الدولي المكثف بشأن سلوك القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أشرفت على قضايا أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع الإسرائيلي، مما وضعها في مواجهة ضغوط سياسية وشعبية كبيرة.
تفاصيل الحادثة والتطورات الراهنة
وفقاً للمعلومات الأولية التي تم تداولها، عُثر على اللواء المتقاعدة في منزلها وهي في حالة صحية حرجة، ونُقلت على الفور لتلقي العلاج الطبي. فرضت السلطات الإسرائيلية أمر حظر نشر على تفاصيل التحقيق في ملابسات الحادث، وهو إجراء متبع في مثل هذه القضايا الحساسة بهدف حماية خصوصية الأفراد المعنيين وتمكين الجهات المختصة من استكمال تحقيقاتها بدقة وسرية.
سياق الضغوط التي أحاطت بمنصبها
يسلط هذا الحادث المأساوي الضوء على البيئة العملية المشحونة التي يعمل فيها المدعي العام العسكري في إسرائيل. يضع هذا المنصب شاغله في نقطة تقاطع حساسة بين متطلبات الأمن القومي، والالتزام بالقانون الدولي، وضغوط الرأي العام والسياسيين. وغالباً ما يواجه من يشغل هذا المنصب انتقادات من أطراف متعددة، بغض النظر عن القرارات التي يتخذها. من أبرز مصادر هذه الضغوط:
- الضغوط الدولية: مواجهة التهديدات بفتح تحقيقات من قبل هيئات قانونية دولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، بشأن ممارسات الجيش في مناطق النزاع.
- الضغوط الداخلية: التعامل مع انتقادات من اليمين السياسي الذي يتهم مكتب المدعي العام بـ"تقييد أيدي الجيش"، ومن جهات يسارية ومنظمات حقوقية تطالب بمزيد من المساءلة والشفافية.
- العبء الشخصي والنفسي: اتخاذ قرارات تؤثر بشكل مباشر على حياة ومستقبل الجنود، مما يترتب عليه عبء نفسي هائل ومسؤولية أخلاقية كبيرة.
- التحقيقات الحساسة: الإشراف على تحقيقات في حوادث ينتج عنها ضحايا مدنيون أو في قضايا تثير انقساماً مجتمعياً، مما يعرض المسؤول لهجوم إعلامي وسياسي منظم.
ردود الفعل الرسمية وتأثير الحادث
فور انتشار الخبر، سادت حالة من الصدمة في الأوساط الرسمية الإسرائيلية. وأصدر مكتب وزير الدفاع ورئاسة أركان الجيش بيانات أعربوا فيها عن حزنهم العميق وتمنياتهم بالشفاء العاجل لتومر-يروشالمي، مشيدين بسنوات خدمتها الطويلة وتفانيها من أجل أمن الدولة. كما أثار الحادث نقاشاً عاماً حول الصحة النفسية للمسؤولين في المناصب العليا، وأهمية توفير آليات دعم فعالة لمساعدتهم على التعامل مع ضغوط العمل الهائلة التي تتجاوز في كثير من الأحيان القدرة على التحمل.




