كتائب القسام تُحمّل إسرائيل مسؤولية الاشتباك مع مقاتليها في رفح
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان صدر مؤخراً، أنها تعتبر القوات الإسرائيلية المسؤولة بشكل كامل عن الاشتباك المباشر الذي وقع بين عناصرها والجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ويأتي هذا الإعلان في خضم استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في المدينة، والتي أثارت قلقاً دولياً كبيراً بسبب تداعياتها الإنسانية.

تفاصيل الاشتباك وموقف القسام
أوضحت كتائب القسام في بيانها أن مقاتليها كانوا في موقع دفاعي داخل منطقة يفترض أنها تخضع للسيطرة العملياتية للجيش الإسرائيلي. ووفقاً للبيان، فإن الاشتباك جاء نتيجة لتقدم القوات الإسرائيلية في تلك المنطقة، مما استدعى رداً دفاعياً من قبل عناصر الكتائب. لم يقدم البيان تفاصيل دقيقة حول توقيت الاشتباك أو حجم الخسائر، لكنه ركز على تحميل الجانب الإسرائيلي مسؤولية بدء المواجهة. وتُستخدم مثل هذه البيانات لتأكيد استمرارية المقاومة وقدرتها على العمل حتى في المناطق التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن توغله فيها.
السياق الأوسع: العملية العسكرية في رفح
بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في رفح في أوائل شهر مايو 2024، معلناً أن الهدف هو القضاء على آخر معاقل حركة حماس وتدمير شبكة الأنفاق المستخدمة من قبلها. وقد أدت العملية إلى سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، ونزوح أكثر من مليون فلسطيني كانوا قد لجأوا إلى المدينة هرباً من القتال في مناطق أخرى من القطاع. وقد واجهت هذه العملية انتقادات دولية واسعة، وصدرت أوامر من محكمة العدل الدولية تطالب إسرائيل بوقف هجومها فوراً، إلا أن العمليات العسكرية استمرت بوتيرة متفاوتة.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذا الإعلان في عدة جوانب. أولاً، هو يمثل تحدياً للرواية الإسرائيلية التي تتحدث عن إحراز تقدم كبير وتفكيك القدرات العسكرية لحماس في المناطق التي تدخلها. إن وقوع اشتباكات في مناطق يُفترض أنها تحت السيطرة الإسرائيلية يشير إلى أن الفصائل الفلسطينية لا تزال قادرة على شن هجمات وتنفيذ عمليات قتالية. ثانياً، تحمل هذه الأحداث رسائل سياسية ومعنوية، حيث تهدف إلى إظهار صمود المقاومة في وجه الضغط العسكري الكبير. ثالثاً، يمكن أن تؤثر مثل هذه المواجهات على مسار المفاوضات غير المباشرة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث تعكس التعقيدات الميدانية وصعوبة تحقيق أي طرف لنصر حاسم. إن طبيعة القتال في المناطق الحضرية المكتظة تجعل من الصعب فرض سيطرة كاملة ومستدامة، مما يفتح الباب أمام استمرار المواجهات لفترة طويلة.



