الكشف عن تفاصيل الظروف المعيشية لمقاتلي حماس المحاصرين بأنفاق رفح
خلال الأيام الأخيرة من شهر مايو 2024، نقلت مصادر إعلامية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين تقارير تفيد برصدهم لمجموعة من مقاتلي حركة حماس وهم محاصرون في ظروف قاسية داخل شبكة أنفاق تحت حي "الجنينة" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وتشير هذه المعلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي يتابع الوضع عن كثب عبر وسائل تكنولوجية متقدمة، متجنباً الدخول في مواجهة مباشرة داخل الأنفاق.
تفاصيل الوضع تحت الأرض
بحسب التقارير المستندة إلى مصادر استخباراتية إسرائيلية، فإن العشرات من عناصر حماس يعانون من نقص حاد في الموارد الأساسية للبقاء على قيد الحياة. ويُعتقد أنهم يواجهون شحاً متزايداً في الأكسجين والغذاء ومياه الشرب، مما يضعهم في موقف حرج للغاية. كما أفادت المصادر بأن هؤلاء المقاتلين أصبحوا معزولين تماماً عن قيادتهم، حيث انقطعت وسائل الاتصال بينهم وبين العالم الخارجي، مما يمنعهم من تلقي الأوامر أو الدعم.
تعتمد الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية على فرض حصار محكم على هذه المجموعة، وانتظار استسلام أفرادها أو خروجهم من الأنفاق بسبب الظروف الصعبة. وتفضل القوات الإسرائيلية هذا التكتيك كبديل للمخاطر الكبيرة التي قد ينطوي عليها اقتحام الأنفاق، والتي قد تؤدي إلى خسائر في صفوف جنودها أو تعرض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين للخطر.
السياق العسكري لعملية رفح
يأتي هذا التطور في إطار العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح، والتي بدأت في وقت سابق من شهر مايو. الهدف المعلن للعملية هو القضاء على ما تعتبره إسرائيل آخر الكتائب المنظمة لحركة حماس وتدمير شبكة الأنفاق الواسعة التي تستخدمها الحركة في عملياتها العسكرية واللوجستية. ويعد حي "الجنينة" أحد المناطق الرئيسية التي تركز عليها القوات الإسرائيلية ضمن عملياتها في شرق رفح.
توصف المنطقة التي يوجد بها المقاتلون المحاصرون بأنها تقع ضمن ما يعرف بـ "الخط الأصفر"، وهو مصطلح قد يشير إلى منطقة عمليات محددة أو قطاع يخضع لسيطرة أمنية مشددة. وتبرز هذه الحادثة مدى تعقيد القتال في المناطق الحضرية المكتظة والاعتماد الكبير على حرب الأنفاق من قبل الفصائل الفلسطينية.
الأهمية والتداعيات المحتملة
يكتسب هذا الحدث أهميته من كونه يكشف عن جانب من تكتيكات الحرب الحالية، حيث تنتقل المواجهة من القتال المباشر إلى حرب استنزاف وحصار نفسي وتكنولوجي. فمن خلال مراقبة المقاتلين المحاصرين، تحصل إسرائيل على معلومات استخباراتية قيمة حول قدرة التحمل لدى عناصر حماس وبنية شبكة الأنفاق.
على المدى القصير، قد يؤدي استسلام أو القضاء على هذه المجموعة إلى تحقيق نصر تكتيكي للجيش الإسرائيلي في معركة رفح. أما على المدى الأوسع، فإن نجاح استراتيجية الحصار والمراقبة قد يشكل نموذجاً لعمليات مستقبلية تستهدف تفكيك البنى التحتية العسكرية لحماس في مناطق أخرى من القطاع، مع تقليل الخسائر المباشرة قدر الإمكان.




