أول رد من حماس على إمكانية انضمام كازاخستان لاتفاقات أبراهام للتطبيع مع إسرائيل
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة الماضية، أول تعليق رسمي لها على التقارير التي تتحدث عن إمكانية انضمام دولة كازاخستان الواقعة في آسيا الوسطى إلى «اتفاقات أبراهام» التي تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقد جاء هذا التعليق رداً على إعلان صدر عن كازاخستان، أشار إلى اهتمامها باستكشاف آفاق جديدة في علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية.

خلفية: اتفاقات أبراهام
تمثل «اتفاقات أبراهام» سلسلة من المعاهدات التاريخية التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020، ونتج عنها تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، أبرزها الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب. كان الهدف المعلن لهذه الاتفاقات هو تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي، وتشجيع التعاون الاقتصادي والأمني، وخلق جبهة موحدة ضد التهديدات الإقليمية المشتركة، لا سيما من إيران.
منذ توقيعها، شهدت الاتفاقات زخماً كبيراً في مجالات التجارة والسياحة والتبادل الثقافي بين الدول الموقعة وإسرائيل. ومع ذلك، واجهت هذه الاتفاقات انتقادات واسعة من فصائل فلسطينية ودول أخرى، التي اعتبرتها تجاوزاً للقضية الفلسطينية وتهميشاً لمطالب الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
موقف كازاخستان المحتمل ودوافعها
على الرغم من أن كازاخستان ليست دولة عربية، فإنها تُعد دولة ذات غالبية مسلمة وتتمتع بموقع جيوسياسي مهم في آسيا الوسطى. وقد أشارت تقارير إلى أن كازاخستان قد تكون مهتمة بالانضمام إلى اتفاقات أبراهام مدفوعة بعدة عوامل. من أبرز هذه الدوافع المحتملة هي تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع إسرائيل، التي تُعد رائدة في مجالات مثل الزراعة المتقدمة وإدارة المياه والتقنيات العالية.
كما يمكن أن تسعى كازاخستان من خلال هذه الخطوة إلى تقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة وتوسيع شبكة شركائها الدوليين، وتنويع تحالفاتها التقليدية التي تميل نحو روسيا والصين. قد يمثل الانضمام إلى هذه الاتفاقات تحولاً في سياستها الخارجية نحو انفتاح أكبر على الغرب ومنطقة الشرق الأوسط.
رد حماس الصارم
في بيانها الذي صدر يوم الجمعة، أدانت حركة حماس بشدة أي توجه نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدة أن مثل هذه الخطوات تشكل خيانة للقضية الفلسطينية وتُعطي شرعية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وقد جاء في البيان أن:
- التطبيع مع إسرائيل يساهم في عزل الشعب الفلسطيني ويُقوّض جهوده لنيل حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير.
- تعتبر حماس أن تطبيع العلاقات دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يُشجع إسرائيل على مواصلة سياساتها الاستيطانية وانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني.
- دعت الحركة كازاخستان إلى التراجع عن أي خطوة نحو التطبيع، مشددة على ضرورة الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والدينية التي تُلزم الدول الإسلامية بدعم القضية الفلسطينية.
وأشار المتحدث باسم حماس إلى أن هذه الخطوات تخدم مصالح الاحتلال وتُقوّي موقفه في المنطقة على حساب معاناة الفلسطينيين.
التداعيات المحتملة والتأثير الإقليمي
إن إمكانية انضمام دولة بحجم كازاخستان إلى اتفاقات أبراهام تُشير إلى توسع محتمل لنطاق هذه الاتفاقات إلى ما وراء العالم العربي. قد يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها نجاح دبلوماسي لإسرائيل والولايات المتحدة، ويُمكن أن يُشجع دولاً أخرى ذات غالبية مسلمة، خاصة في آسيا الوسطى وإفريقيا، على استكشاف مسارات مماثلة.
بالنسبة للقضية الفلسطينية، تُمثل هذه التطورات تحدياً إضافياً، حيث تُضعف الموقف العربي والإسلامي الموحد الرافض للتطبيع قبل تحقيق حل الدولتين. من شأن توسيع دائرة التطبيع أن يُفاقم الشعور بالإحباط لدى الفلسطينيين، الذين يخشون من أن تُصبح قضيتهم منسية في خضم المصالح الجيوسياسية والاقتصادية الأوسع.
في الختام، يُبرز تعليق حماس الأخير الجدل المستمر حول «اتفاقات أبراهام» ودورها في إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية. ومع استمرار المناقشات حول انضمام كازاخستان المحتمل، تظل القضية الفلسطينية في صلب النقاش، وتُشكل نقطة خلاف رئيسية تُقسم الآراء حول مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة.



