هدار جولدن: الجندي الإسرائيلي الذي تحتجز حماس رفاته منذ 11 عامًا
يمثل ملف الجندي الإسرائيلي هدار جولدن، الذي يُعتقد أن حركة حماس تحتجز رفاته في قطاع غزة منذ أغسطس 2014، قضية حساسة وذات أبعاد إنسانية وسياسية عميقة داخل إسرائيل وعلى مستوى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الأوسع. بعد مرور ما يقرب من 11 عامًا على اختفائه، لا تزال قضيته محور اهتمام الرأي العام الإسرائيلي وجهود الحكومة لاستعادة جثامينه إلى جانب رفات جنود آخرين ومواطنين مدنيين إسرائيليين.

خلفية القضية: من هو هدار جولدن؟
هدار جولدن كان ملازمًا ثانيًا في لواء غولاني بالجيش الإسرائيلي، وقد ولد في إسرائيل عام 1991. كان يخدم في وحدة استطلاع ضمن لواء جفعاتي عندما وقعت الحادثة التي أدت إلى فقده. تلقى تعليمه في المدارس الدينية وكان يتمتع بمسيرة عسكرية واعدة. أصبحت عائلته، وخاصة والديه ليئا وسيمحا جولدن، من أبرز الدعاة لاستعادة رفاته، وظلوا يضغطون على الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.
تفاصيل الواقعة عام 2014
وقعت حادثة فقدان هدار جولدن في الأول من أغسطس 2014 خلال عملية الجرف الصامد (الحرب على غزة) في منطقة رفح جنوب قطاع غزة. كانت إسرائيل وحماس قد أعلنتا عن وقف إطلاق نار إنساني لمدة 72 ساعة بوساطة الأمم المتحدة والولايات المتحدة. ومع ذلك، تعرضت قوة إسرائيلية، كانت تعمل على تدمير أنفاق في المنطقة، لكمين من قبل مقاتلي حماس. أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين على الفور، منهم جولدن، ويُعتقد أن جثمانه قد تم سحبه من قبل عناصر حماس إلى داخل القطاع. أعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا أن جولدن قُتل في المعركة وأن رفاته في حوزة حماس، مانحًا إياه لقب "قتيل وأسير حرب" بهدف إتاحة فرصة لتبادل مستقبلي لاستعادة جثمانه. هذا التصنيف يسمح للجيش الإسرائيلي بالعمل لاستعادة رفاته ضمن صفقات تبادل الأسرى.
الجهود لاستعادة الرفات والمفاوضات
منذ عام 2014، تُعد قضية استعادة رفات هدار جولدن وزميله الجندي أورون شاؤول، الذي قُتل في نفس العملية، بالإضافة إلى مواطنين إسرائيليين مدنيين محتجزين (أفيرا منغيستو وهشام السيد)، أولوية قصوى للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. تعتبر حماس هؤلاء بمثابة أوراق مساومة في أي مفاوضات مستقبلية لتبادل الأسرى، مطالبة بالإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابلهم. غالبًا ما تكون هذه المفاوضات معقدة وتتم بوساطة أطراف دولية مثل مصر وقطر.
- الموقف الإسرائيلي: ترفض إسرائيل التفاوض تحت الضغط وتُصِر على التزام حماس بالقوانين الإنسانية الدولية التي تحتم إعادة رفات الجنود.
- مطالب حماس: تشمل الإفراج عن كبار قادة الحركة وعدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وخاصة أولئك الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة تبادل "وفاء الأحرار" عام 2011.
الأهمية والتداعيات
تتجاوز قضية هدار جولدن مجرد استعادة رفات جندي. إنها تلامس عمق القيم الإسرائيلية المتعلقة بعدم ترك أي جندي خلف خطوط العدو. لها تداعيات نفسية واجتماعية واسعة على المجتمع الإسرائيلي، الذي يتابع عن كثب مآسي عائلات الجنود المفقودين. كما أنها تُعد عاملًا مؤثرًا في السياسة الداخلية والخارجية لإسرائيل، حيث تضع ضغوطًا مستمرة على قادتها لإيجاد حلول.
تطورات حديثة
في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر 2023 وما تلاه من حرب في غزة، تصاعدت أهمية ملف الأسرى والمحتجزين. ومع تزايد أعداد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء لدى حماس، أصبحت المفاوضات لتبادلهم تشمل بشكل متزايد مطالب إسرائيلية لإعادة رفات هدار جولدن وأورون شاؤول. تشير التقارير والتصريحات الدورية إلى أن قضيته تظل جزءًا لا يتجزأ من أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مما يعكس استمرار الجهود لاستعادة رفاته بعد 11 عامًا من الاحتجاز.



