زيارة ويتكوف وكوشنر المرتقبة إلى إسرائيل لمناقشة أزمة العالقين في رفح
أفادت هيئة البث العبرية في تقارير سابقة أن المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر كانا سيزوران إسرائيل في اليوم التالي لتلك التقارير، بهدف مناقشة ملف المدنيين “العالقين” في مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة. تأتي هذه الزيارة، التي تحمل طابعاً غير رسمي على ما يبدو، في سياق المساعي الدولية المتواصلة لمعالجة الجوانب الإنسانية والسياسية المعقدة للأوضاع في المنطقة.

خلفية الزيارة والشخصيات
يمثل جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، شخصية محورية في الدبلوماسية الأمريكية المتعلقة بالشرق الأوسط خلال فترة إدارة ترامب. وقد اضطلع بدور كبير في صياغة خطة السلام التي عُرفت باسم “صفقة القرن”، والتي ركزت على الجمع بين الحلول الاقتصادية والجوانب السياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. أما ستيف ويتكوف، فهو مطور عقاري بارز وصديق مقرب لكل من ترامب وكوشنر، وتوحي مشاركته في مثل هذه الزيارات باحتمال وجود تركيز على الجوانب العملية، مثل مشاريع البناء أو إعادة الإعمار، أو استكشاف حلول تتجاوز الأطر الدبلوماسية التقليدية. إن وجودهما معاً يشير إلى اهتمام خاص بالقضايا الإقليمية، ربما عبر قنوات غير رسمية أو مسارات موازية للقنوات الحكومية الرسمية الحالية.
أزمة رفح الإنسانية
تعتبر مدينة رفح، الواقعة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، نقطة محورية للعديد من الأزمات الإنسانية خلال فترات التصعيد والنزاع. يشير مصطلح “العالقين” إلى المدنيين، غالباً النازحين، الذين يجدون أنفسهم محاصرين داخل المنطقة بسبب إغلاق الحدود، أو العمليات العسكرية، أو غياب ممرات آمنة للمرور. هذا الوضع غالباً ما يؤدي إلى:
- اكتظاظ شديد: تزايد أعداد السكان في مساحات محدودة، مما يضع ضغطاً هائلاً على البنية التحتية المحلية.
- نقص حاد في الموارد: شح كبير في الغذاء والماء والدواء والمأوى، مما يهدد حياة الآلاف.
- تدهور الخدمات الأساسية: ضعف البنية التحتية الصحية والصرف الصحي، مما يعيق تقديم الرعاية الضرورية.
- تحديات صحية خطيرة: ارتفاع مخاطر انتشار الأمراض وتفاقم الأوضاع الصحية للمصابين والمرضى، نتيجة سوء التغذية والظروف المعيشية القاسية.
هذه الظروف تفرض ضغوطاً هائلة على السكان المحليين والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، مما يجعل رفح بؤرة اهتمام دولي مستمر، وتستدعي تدخلاً عاجلاً لإيجاد حلول مستدامة.
دوافع وأبعاد الزيارة
على الرغم من أن الزيارة لم تكن تحمل طابعاً رسمياً كبعثة حكومية أمريكية، فإن وجود شخصيات بحجم كوشنر وويتكوف يمكن أن يحمل دلالات هامة. قد يكون الهدف من الزيارة هو تقييم الوضع على الأرض بشكل مباشر، أو استكشاف سبل جديدة لتقديم المساعدات الإنسانية، أو حتى وضع أسس لمبادرات سياسية أو اقتصادية مستقبلية. بالنظر إلى خبرة كوشنر السابقة في محاولة إيجاد حلول شاملة للمنطقة، قد يمتد اهتمامه برفح إلى ما هو أبعد من مجرد الاستجابة الإنسانية الفورية، ليشمل التفكير في الاستقرار طويل الأمد أو مشاريع إعادة الإعمار. من المحتمل أن يكون الوفد يسعى أيضاً إلى حشد دعم الجهات الفاعلة الإقليمية أو المبادرات الخاصة التي يمكن أن تساهم في التخفيف من حدة الأزمة.
السياق الأوسع والآثار المحتملة
يظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قضية دولية معقدة للغاية، وتبرز رفح بشكل متكرر كمركز للمخاوف الإنسانية وقضايا أمن الحدود. إن أي مشاركة من شخصيات رفيعة المستوى، حتى لو كانت بصفة غير رسمية ومن خارج الإدارة الأمريكية الحالية، تجذب الانتباه نظراً لقدرتها على التأثير في النقاش العام أو حتى على التوجهات السياسية المستقبلية. تسلط مثل هذه الزيارات الضوء على القلق الدولي المستمر بشأن رفاهية المدنيين في غزة وضرورة الجهود الدبلوماسية لمعالجة المآزق الإنسانية والسياسية المستمرة. وتؤكد على أن المشكلة تتطلب مقاربات متعددة الأوجه، قد تشمل قنوات خلفية أو مبادرات من القطاع الخاص أو شخصيات ذات نفوذ سابق تسعى لإحداث تغيير إيجابي في ظل تعقيدات المشهد السياسي الراهن.




