مشاركة المغرب في نهائيات كأس العالم للطهاة والحلويات بمدينة ليون الفرنسية
شهدت مدينة ليون الفرنسية، خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 23 يناير 2023، حدثاً عالمياً بارزاً في عالم فنون الطهي والحلويات، تمثل في المعرض الدولي للمطاعم والفندقة والأغذية (Sirha). وفي قلب هذا الحدث المرموق، شارك المغرب بوفد طموح في نهائيات مسابقتين من الأعرق والأكثر تنافسية عالمياً: مسابقة Bocuse d'Or (كأس العالم للطهاة) وكأس العالم للحلويات. هذه المشاركة تعكس التزام المملكة المغربية بتعزيز مكانتها في المشهد الغاسترونومي العالمي وإبراز غنى وتنوع مطبخها الأصيل.

الخلفية وأهمية المسابقات العالمية
تُعدّ مسابقة Bocuse d'Or، التي أسسها الطاهي الفرنسي الأسطوري بول بوكوز عام 1987، بمثابة الألعاب الأولمبية لفنون الطهي. تُقام هذه المسابقة المرموقة كل سنتين وتجمع نخبة الطهاة من مختلف أنحاء العالم للتنافس على لقب أفضل طاهٍ. تتطلب المسابقة مهارات تقنية عالية، إبداعاً في ابتكار الأطباق، وقدرة على إدارة الوقت والضغط. أما كأس العالم للحلويات (Coupe du Monde de la Pâtisserie)، فتُعتبر بدورها منصة عالمية رائدة للاحتفاء بأجود فنون الحلويات، حيث يتنافس أمهر خبراء صناعة الحلويات في تحديات معقدة تتضمن النحت على السكر والشوكولاتة والجليد، وابتكار تحف فنية ومذاقات فريدة.
تُقام كلتا المسابقتين ضمن فعاليات معرض Sirha Lyon، الذي يُعد ملتقى دولياً للمحترفين في قطاعات المطاعم والفندقة والأغذية، ويوفر فرصة لا تقدر بثمن لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث الابتكارات والتوجهات في هذا المجال. المشاركة في هذه الأحداث الكبرى تمنح الدول المشاركة رؤية عالمية لمطبخها، وتساهم في الترويج لثقافتها الغاذئية الغنية.
تفاصيل المشاركة المغربية
في نسخة يناير 2023، مثل المغرب في مسابقة Bocuse d'Or الطاهي الموهوب عصام الرشيدي، برفقة مساعده الطاهي. خضع الفريق المغربي لتدريبات مكثفة وتحضيرات دقيقة استعداداً لهذه المواجهة العالمية. وقد سعى الطاهي الرشيدي إلى تقديم أطباق تعكس الأصالة المغربية مع لمسة عصرية، مستخدماً مكونات محلية وتقنيات طهي متقدمة، بهدف إبهار لجنة التحكيم الدولية.
وفي كأس العالم للحلويات، تألق الفريق المغربي الذي ضم أمهر صناع الحلويات، وهم: كريم فتحي (فنان السكر)، يونس بن عمار (فنان الشوكولاتة)، وأيوب بوخاري (فنان الجليد). قدم هذا الثلاثي عملاً جماعياً متكاملاً، حيث قام كل عضو بإنشاء تحفة فنية في مجال تخصصه، ليقدموا في النهاية عرضاً متناسقاً يجمع بين الدقة التقنية والإبداع الفني، ويعكس براعة الصناعة المغربية للحلويات.
الدلالات والأثر
تتجاوز أهمية المشاركة المغربية في هذه المسابقات مجرد التنافس على الجوائز. إنها خطوة استراتيجية لـالتعريف بالمطبخ المغربي الغني والمتنوع على الصعيد الدولي. فالمغرب، بفضل تاريخه العريق وتنوعه الجغرافي والثقافي، يمتلك إرثاً غاسترونومياً فريداً، وتوفر هذه المنصات العالمية فرصة سانحة لإبراز هذا الإرث أمام الملايين من المتخصصين وعشاق الطهي.
- تعزيز السمعة الدولية: تساهم المشاركة في رفع مستوى الوعي بالمغرب كوجهة سياحية وثقافية غنية، حيث يُعد المطبخ عنصراً جاذباً للسياح.
- إلهام الأجيال الجديدة: تشجع هذه المشاركات الشباب المغربي على الانخراط في مجالات الطهي والحلويات وتطوير مهاراتهم، مما يغذي المواهب المحلية.
- تبادل الخبرات والمعرفة: توفر المسابقات فرصة لا تقدر بثمن للطهاة المغاربة للتفاعل مع زملائهم من مختلف الثقافات، وتبادل التقنيات والابتكارات.
- دعم الصناعات الغذائية: تساهم في تسليط الضوء على جودة المنتجات المحلية المغربية وتنوعها، مما يعزز من قيمتها الاقتصادية والتجارية.
على الرغم من التحديات الشديدة والمنافسة القوية من دول ذات باع طويل في هذه المجالات، فإن مجرد التأهل والمشاركة في النهائيات يمثل إنجازاً كبيراً في حد ذاته، ويعكس المستوى الذي وصل إليه فن الطهي والحلويات في المغرب. وتؤكد هذه المشاركة على الطموح المغربي المستمر لترك بصمته في عالم فنون الطهي العالمية، والمضي قدماً في تطوير هذا القطاع الحيوي.





