مصادر تكشف استراتيجية أوباما لمواجهة عودة ترامب المحتملة
كشفت تقارير إعلامية حديثة، نقلاً عن مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عن استراتيجية متكاملة يعتزم تبنيها للمشاركة بفعالية في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، بهدف مواجهة المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب. ويأتي هذا التحرك في ظل قلق متزايد لدى أوباما بشأن مستقبل الديمقراطية الأمريكية، مما يمثل تحولاً كبيراً عن موقفه المتحفظ الذي التزم به في السنوات الأولى بعد مغادرته البيت الأبيض.

خلفية الموقف: من الثقة إلى القلق العميق
عقب انتهاء فترة رئاسته في عام 2017، حرص باراك أوباما على الالتزام بالتقليد الأمريكي غير المكتوب الذي يقضي بتجنب الرؤساء السابقين انتقاد خلفائهم بشكل مباشر. ووفقاً للمصادر، كان أوباما يعتقد في البداية أن المؤسسات الديمقراطية الأمريكية قوية بما يكفي لتحمل رئاسة ترامب. إلا أن الأحداث التي تلت ذلك، وعلى رأسها الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، غيرت من وجهة نظره بشكل جذري. لقد تحولت ثقته السابقة إلى قلق عميق من أن ولاية ثانية لترامب قد تلحق ضرراً لا يمكن إصلاحه بالنظام السياسي والمجتمعي في الولايات المتحدة.
محاور الخطة الاستراتيجية
تشير المعلومات التي تم تداولها منذ أواخر عام 2023 إلى أن استراتيجية أوباما لا تقتصر على مجرد الظهور في فعاليات انتخابية، بل تشمل نهجاً متعدد الأوجه يهدف إلى تعزيز حملة الرئيس الحالي جو بايدن والتصدي لترامب بشكل مباشر. وتتضمن هذه الاستراتيجية عدة محاور رئيسية:
- الدعم المباشر للبيت الأبيض: أفادت المصادر بأن أوباما يجري محادثات منتظمة مع الرئيس بايدن وكبار مساعديه، حيث يقدم المشورة والنصح استناداً إلى خبرته في حملتيه الرئاسيتين الناجحتين. ويُنظر إلى هذه اللقاءات على أنها جزء من جهد منسق لتوحيد صفوف الحزب الديمقراطي ووضع أفضل الخطط الممكنة للمعركة الانتخابية.
- حشد التمويل وتنشيط القاعدة الانتخابية: يلعب أوباما دوراً محورياً كأحد أبرز جامعي التبرعات للحزب الديمقراطي. وبفضل شعبيته الواسعة، فإنه قادر على جذب كبار المانحين وتحفيز الناخبين، خاصة فئات الشباب والأقليات، التي كانت عنصراً حاسماً في نجاحاته السابقة.
- التواصل العام وتأطير المخاطر: يعتزم أوباما تكثيف ظهوره الإعلامي وفي الفعاليات الجماهيرية خلال الأشهر القادمة. ولن يركز خطابه على دعم بايدن فقط، بل سيسعى إلى توضيح المخاطر التي يعتقد أنها تترتب على عودة ترامب إلى السلطة، واصفاً الانتخابات بأنها لحظة مفصلية للدفاع عن القيم الديمقراطية.
الدوافع والأهمية السياسية
يعكس انخراط أوباما المتزايد شعوراً شخصياً بالمسؤولية تجاه الأمة. فبحسب المقربين منه، يرى أوباما أن المخاطر الحالية تتجاوز السياسة الحزبية التقليدية لتلامس جوهر الهوية الأمريكية. ويأتي هذا التحرك في وقت حاسم، حيث تُظهر استطلاعات الرأي سباقاً متقارباً بين بايدن وترامب، مما يجعل لكل صوت أهمية قصوى. إن وجود رئيس سابق يتمتع بشعبية كبيرة في قلب المعركة الانتخابية يعد ظاهرة نادرة في السياسة الأمريكية، وقد يكون له تأثير كبير على توجيه الرأي العام وتحفيز الناخبين المترددين. في المقابل، من المتوقع أن يستغل فريق ترامب هذا التدخل لتصوير المعركة على أنها مواجهة بين ترامب و"المؤسسة السياسية التقليدية"، وهو خطاب يلقى صدى لدى قاعدته الانتخابية.




