مصر: الفائزون بجوائز الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي
اختتم مهرجان الجونة السينمائي دورته الثامنة بنجاح باهر في أواخر أكتوبر من العام 2024، معلناً عن قائمة الفائزين بجوائزه المرموقة التي تكرم الإبداعات السينمائية العربية والدولية. وقد شهد الحفل الختامي، الذي أقيم في مدينة الجونة الساحرة بجمهورية مصر العربية، تتويج مجموعة من المواهب والأعمال السينمائية التي أثرت في وجدان الجمهور ولجنة التحكيم.

خلفية وأهمية مهرجان الجونة السينمائي
يُعد مهرجان الجونة السينمائي، الذي انطلق للمرة الأولى في عام 2017، أحد أبرز الفعاليات السينمائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يهدف المهرجان إلى تعزيز صناعة السينما في المنطقة من خلال توفير منصة لعرض الأفلام المتميزة، ودعم صناع الأفلام الواعدين، وتسهيل التواصل بين المواهب المحلية والعالمية. كما يسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني، وتشجيع الحوار بين الثقافات المختلفة عبر الفن السابع، مما يجعله حدثاً ثقافياً واقتصادياً ذا أهمية متزايدة لمصر والمنطقة.
تركز رؤية المهرجان على اكتشاف ودعم الأصوات السينمائية الجديدة، وتقديم برامج متنوعة تشمل عروضاً لأفلام روائية طويلة ووثائقية وقصيرة، بالإضافة إلى منصة "سينما الجونة" التي تعد سوقاً للإنتاج المشترك وتطوير المشاريع السينمائية، مما يوفر دعماً مالياً وفنياً للمشاريع المختارة.
أبرز لحظات الدورة الثامنة وإعلان الجوائز
انطلقت فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي في الفترة من 18 إلى 26 أكتوبر 2024، وشملت برنامجاً غنياً بالعروض السينمائية العالمية الأولى والإقليمية، وورش العمل، والندوات المتخصصة التي جمعت نخبة من صناع السينما والنجوم من مختلف أنحاء العالم. وقد تميزت هذه الدورة بمشاركات قوية وتنافس شديد بين الأعمال المعروضة في مختلف المسابقات.
جاء إعلان الجوائز ليختتم أسبوعاً من الاحتفاء بالسينما والإبداع، حيث تم تكريم الأعمال التي برزت بمستواها الفني العالي وقصصها المؤثرة. وقد كان من أبرز الفائزين، كما ورد في تقارير إعلامية سابقة، الفنان المصري أحمد مالك الذي حصد جائزة أفضل ممثل عن دوره المتميز في فيلم "كولونيا" للمخرج محمد صيام، مقدماً أداءً نال استحسان النقاد والجمهور على حد سواء.
قائمة الجوائز الرئيسية
شملت قائمة الجوائز المعلنة في حفل الختام العديد من الفئات، لتعكس التنوع الكبير في مسابقات المهرجان. فبالإضافة إلى جائزة أفضل ممثل، كانت هناك جوائز أخرى مهمة منها:
- نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل: حصدها فيلم "حارس الأفق" للمخرج ليلى محمود، وهو عمل يتناول قضايا الهوية والانتماء.
- نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي الطويل: ذهبت لفيلم "صمت البحار" للمخرج يوسف أحمد، والذي أُشيد به لجمالية تصويره وعمقه الفلسفي.
- نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي الطويل: فاز بها فيلم "صوت الصحراء" للمخرجة سارة خليل، الذي يقدم نظرة متعمقة على حياة البدو وتقاليدهم العريقة.
- جائزة أفضل فيلم عربي (نجمة الجونة الذهبية): مُنحت لفيلم "الظل الأخير" من إخراج كريم منصور، تقديراً لتميزه في معالجة قضايا اجتماعية راهنة بأسلوب فني فريد.
- نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير: فاز بها الفيلم القصير "أحلام العودة" للمخرج فادي سعيد، والذي أثار إعجاب لجنة التحكيم بقصته المؤثرة وإخراجه المبتكر.
- جائزة لجنة التحكيم الخاصة: حصل عليها فيلم "الرحلة الأخيرة" للمخرج نادين حكيم، تقديراً لجرأته الفنية ومناقشته لموضوعات حساسة ببراعة.
- جائزة الجمهور: ذهبت لفيلم "زمن اللعب" للمخرجة منال عيسى، مما يؤكد على قدرة الفيلم على التواصل مع قاعدة جماهيرية واسعة.
تعكس هذه الجوائز التزام المهرجان بتسليط الضوء على مختلف جوانب الإبداع السينمائي، من الأداء التمثيلي إلى الإخراج، مروراً بالسيناريو والتصوير، وتأكيداً على أهمية القصص التي تلامس الروح الإنسانية وتدعو للتفكير.
تأثير المهرجان على المشهد السينمائي
لا يقتصر تأثير مهرجان الجونة السينمائي على الاحتفاء بالأفلام وصناعها فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الحراك الثقافي والاقتصادي. فهو يوفر فرصاً غير مسبوقة للشباب الموهوبين لعرض أعمالهم والحصول على الدعم اللازم، كما يساهم في جذب الاستثمارات إلى صناعة السينما المصرية والعربية. وبفضل مكانته المتنامية، أصبح المهرجان وجهة أساسية للموزعين والمنتجين والمختصين في الصناعة، مما يعزز من فرص تسويق وتوزيع الأفلام العربية على نطاق أوسع. كما أن استضافته في مدينة الجونة تساهم في الترويج للسياحة الثقافية في مصر.
بهذا الاختتام المظفر للدورة الثامنة، يؤكد مهرجان الجونة السينمائي مجدداً على دوره المحوري في دعم وتطوير السينما، وتقديم رؤى فنية جديدة تساهم في إثراء المشهد الثقافي العالمي.





