مصر تحصل على تمويل جديد لتطوير الخط الأول للمترو
أعلنت الحكومة المصرية عن تأمين حزمة تمويلية كبيرة من مؤسسات مالية أوروبية بهدف تنفيذ مشروع شامل لتحديث وتطوير الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة، المعروف بخط (حلوان - المرج الجديدة). تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الدولة لتطوير قطاع النقل العام وتحسين البنية التحتية الحيوية في العاصمة، لمواجهة الطلب المتزايد على خدمات المترو وتخفيف الازدحام المروري.

خلفية وأهمية المشروع
يعد الخط الأول لمترو الأنفاق حجر الزاوية في شبكة النقل بالقاهرة الكبرى، حيث تم تدشينه في عام 1987 كأول خط مترو في أفريقيا والشرق الأوسط. يمتد الخط بطول 44.3 كيلومترًا ويخدم ملايين الركاب يوميًا، مما يجعله شريان حياة أساسيًا يربط بين ضواحي القاهرة الشمالية والجنوبية. ومع مرور أكثر من ثلاثة عقود على تشغيله، أصبحت بنيته التحتية، بما في ذلك القطارات وأنظمة الإشارات والتحكم، في حاجة ماسة إلى عملية تحديث شاملة لرفع كفاءتها التشغيلية وضمان معايير السلامة والأمان للركاب.
تفاصيل حزمة التمويل
وفقًا للبيانات الرسمية التي صدرت خلال الأشهر القليلة الماضية، يتكون التمويل من مجموعة قروض ميسرة تم توقيع اتفاقياتها مع شركاء التنمية الأوروبيين الرئيسيين. يشارك في تمويل هذا المشروع الضخم كل من:
- البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، الذي يقدم قرضًا بقيمة كبيرة لدعم المشروع.
- بنك الاستثمار الأوروبي (EIB)، الذي يساهم بجزء كبير من التمويل.
- الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، التي تقدم بدورها تمويلًا إضافيًا لاستكمال الحزمة.
تُقدر التكلفة الإجمالية لمشروع التطوير بمئات الملايين من اليوروهات، حيث تهدف هذه القروض إلى تغطية تكاليف شراء قطارات جديدة وتحديث الأنظمة الكهروميكانيكية بالكامل.
أهداف ونطاق أعمال التطوير
لا يقتصر المشروع على مجرد صيانة روتينية، بل يشمل عملية إحلال وتجديد كاملة لمكونات الخط الأول. تتمثل الأهداف الرئيسية في زيادة الطاقة الاستيعابية للخط وتقليل زمن التقاطر بين القطارات، مما يساهم في تحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين. تشمل أعمال التطوير عدة محاور أساسية:
- شراء 55 قطارًا جديدًا مكيف الهواء ومجهزًا بأحدث التقنيات لتعزيز راحة الركاب.
- تحديث وتطوير أنظمة الإشارات والاتصالات ونظام التحكم المركزي لزيادة عوامل الأمان وتقليل الأعطال.
- تجديد القضبان الحديدية والبنية التحتية للمسار لضمان التشغيل الآمن والفعال.
- تطوير المحطات القائمة لتحسين تجربة الركاب وتسهيل حركتهم.
التأثير المتوقع للمشروع
من المتوقع أن يكون لمشروع تطوير الخط الأول تأثير إيجابي واسع النطاق. فمن خلال زيادة القدرة الاستيعابية للخط، سيتمكن من نقل عدد أكبر من الركاب يوميًا، مما يقلل من الاعتماد على وسائل النقل السطحية ويخفف من حدة الاختناقات المرورية في شوارع القاهرة. كما سيؤدي تقليل زمن التقاطر من 4.5 دقائق حاليًا إلى حوالي 2.5 دقيقة إلى تقليل فترات الانتظار على الأرصفة بشكل ملحوظ. علاوة على ذلك، يساهم المشروع في تحقيق أهداف بيئية من خلال تشجيع استخدام وسائل النقل الجماعي الصديقة للبيئة، مما يقلل من انبعاثات الكربون وتلوث الهواء.





