مصر تعزز حضورها العالمي في قمة الويب 2025 بلشبونة
تستعد جمهورية مصر العربية للمشاركة بوفد رفيع المستوى في مؤتمر ومعرض قمة الويب 2025، الذي سيعقد في لشبونة، البرتغال، خلال الفترة من 10 إلى 13 نوفمبر 2025. تأتي هذه المشاركة في إطار الجهود المصرية المتواصلة لتعزيز مكانتها على الساحة التكنولوجية العالمية ودعم قطاع الاقتصاد الرقمي المزدهر. وسيمثل مصر في هذا الحدث البارز كل من هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA) والشعبة العامة للاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا التابعة للاتحاد العام للغرف التجارية، مما يؤكد على الأهمية الاستراتيجية لهذا المحفل الدولي لمستقبل مصر الرقمي.

خلفية وأهمية قمة الويب
تُعد قمة الويب أحد أكبر وأهم مؤتمرات التكنولوجيا في العالم، حيث تستقطب عشرات الآلاف من الحضور سنوياً، بمن فيهم قادة الشركات التكنولوجية الكبرى، رواد الأعمال، المستثمرون، صانعو السياسات، والمهنيون من مختلف القطاعات. توفر القمة منصة فريدة لتبادل الأفكار، استكشاف أحدث الابتكارات، بناء الشبكات المهنية، وعقد الشراكات الاستراتيجية. تتناول القمة مجموعة واسعة من المواضيع، من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية إلى الأمن السيبراني والتنمية المستدامة، مما يجعلها مرجعاً عالمياً للتوجهات المستقبلية في مجال التكنولوجيا.
مشاركة مصر في مثل هذا الحدث ليست مجرد حضور رمزي، بل هي خطوة استباقية لدمج الاقتصاد المصري بشكل أعمق في المنظومة الرقمية العالمية. تهدف البلاد من خلال هذه المنصات إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي، الذي يُعد ركيزة أساسية لرؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة والشاملة.
الأهداف المصرية من المشاركة
تتعدد الأهداف التي تسعى مصر لتحقيقها من خلال مشاركتها الفعالة في قمة الويب 2025، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- عرض القدرات المصرية: تسليط الضوء على الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري، بما في ذلك الشركات الناشئة المبتكرة، المواهب الشابة، ومراكز البحث والتطوير.
- جذب الاستثمارات: استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القطاع التكنولوجي، من خلال لقاء المستثمرين العالميين وعرض الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر.
- بناء الشراكات: إقامة علاقات تعاون وشراكات استراتيجية مع الشركات والمؤسسات الدولية الرائدة لتعزيز التبادل المعرفي ونقل التكنولوجيا.
- تبادل الخبرات: التعرف على أحدث التوجهات والابتكارات التكنولوجية العالمية، والاستفادة من أفضل الممارسات في مجالات مختلفة مثل التحول الرقمي، المدن الذكية، والذكاء الاصطناعي.
- تعزيز الصادرات الرقمية: فتح أسواق جديدة للمنتجات والخدمات التكنولوجية المصرية، وزيادة حجم الصادرات الرقمية للبلاد.
- ترسيخ مكانة مصر: تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي رائد للابتكار وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
دور هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA) والشعبة العامة للاقتصاد الرقمي
تضطلع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA) بدور محوري في هذه المشاركة. تعمل الهيئة كذراع رئيسي للحكومة المصرية في تطوير وتعزيز صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتهدف إلى جعل مصر وجهة عالمية للاستثمار في هذا المجال. من خلال تواجدها في قمة الويب، تسعى ITIDA إلى الترويج للبيئة الاستثمارية الجاذبة في مصر، والتي تشمل حوافز ضريبية، بنية تحتية رقمية متطورة، وقوة عاملة مؤهلة.
أما الشعبة العامة للاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا، التابعة للاتحاد العام للغرف التجارية، فتمثل صوت القطاع الخاص المصري في مجال التكنولوجيا. تهدف مشاركتها إلى تسهيل تواصل الشركات المصرية، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، مع الشركاء المحتملين والعملاء العالميين، وتوفير الدعم اللازم لها للتوسع في الأسواق الدولية. كما تعمل على عكس احتياجات وتطلعات القطاع الخاص في الأجندة الرقمية الوطنية.
التأثير المتوقع على الاقتصاد المصري
من المتوقع أن يكون لمشاركة مصر في قمة الويب 2025 تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد الوطني. ستساهم هذه المشاركة في:
- زيادة الاستثمار الأجنبي: جذب رؤوس الأموال الجديدة التي ستدعم نمو الشركات الناشئة وتطوير البنية التحتية التكنولوجية.
- خلق فرص عمل: نمو القطاع التكنولوجي سيؤدي إلى توفير المزيد من الوظائف للشباب المصري، خاصة في مجالات البرمجة، تطوير البرمجيات، تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي.
- تنمية المهارات: التعرض للابتكارات العالمية والتعاون مع الشركات الدولية سيساهم في رفع مستوى المهارات التقنية للقوى العاملة المصرية.
- تعزيز الابتكار: تحفيز الشركات المحلية على تبني حلول تكنولوجية متقدمة وتطوير منتجات وخدمات تنافسية عالمياً.
تؤكد هذه المشاركة التزام مصر الراسخ بتحقيق أهداف التنمية الرقمية، وتُعد خطوة مهمة نحو بناء اقتصاد معرفي مستدام وقادر على المنافسة في السوق العالمية.





