مصر: جدل واسع بعد انتشار فيديو لنفوق مواشٍ ووزارة الزراعة تكشف الحقيقة
أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في مصر خلال شهر فبراير 2024، حالة من القلق والجدل بين المواطنين. أظهر الفيديو، الذي تم تداوله بكثافة، عاملين على متن سفينة وهم يلقون بجثث مواشٍ نافقة في البحر، مما أثار مخاوف بشأن سلامة اللحوم المستوردة واحتمالية وصول شحنات فاسدة إلى الأسواق المصرية.

خلفية الحدث وتفاصيل الفيديو المتداول
بدأت القصة مع تداول مقطع فيديو صادم يصور عملية التخلص من أعداد من العجول النافقة بإلقائها من على سطح سفينة شحن ضخمة في عرض البحر. ربط المستخدمون على الشبكات الاجتماعية بين هذا المشهد وبين شحنات الماشية الحية التي تستوردها مصر لسد احتياجات السوق المحلي من اللحوم، وسادت حالة من التكهنات بأن هذه المواشي كانت في طريقها إلى الموانئ المصرية ونفقت بسبب سوء ظروف النقل أو تفشي الأمراض، مما يهدد الصحة العامة.
أدت الطبيعة المقلقة للمشاهد إلى تصاعد المطالبات بضرورة تدخل الجهات الحكومية لتوضيح الموقف وطمأنة الرأي العام، خاصة مع اقتراب مواسم يزداد فيها استهلاك اللحوم، وتزايد اعتماد السوق على الاستيراد.
رد وزارة الزراعة وتوضيح الحقائق
في استجابة سريعة للضجة المثارة، أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية بيانًا رسميًا حاسمًا لتوضيح الحقائق الكاملة المحيطة بالفيديو المتداول. نفت الوزارة بشكل قاطع كل ما تم تداوله من شائعات، مؤكدة على عدة نقاط رئيسية لفهم السياق الحقيقي للواقعة:
- موقع الحادث: أكدت الوزارة أن الحادثة لم تقع داخل المياه الإقليمية المصرية على الإطلاق، وأن السفينة التي ظهرت في الفيديو لم تكن متجهة إلى أي من الموانئ المصرية.
- ملكية الشحنة: أوضحت أن الشحنة لم تكن ضمن أي تعاقدات للحكومة المصرية أو القطاع الخاص المصري، بل كانت تابعة لدولة أخرى ومرت فقط عبر الممر الملاحي لقناة السويس.
- إجراءات التخلص: بينت الوزارة أن عملية التخلص من الحيوانات النافقة في البحر هي إجراء دولي متعارف عليه ومتبع في سفن الشحن خلال الرحلات الطويلة، وذلك لمنع انتشار أي أمراض أو أوبئة على متن السفينة قد تؤثر على باقي الشحنة السليمة، وهو إجراء يتم وفق بروتوكولات بيطرية عالمية.
- سلامة الواردات: شددت الوزارة على أن جميع شحنات الحيوانات الحية القادمة إلى مصر تخضع لإجراءات رقابية وفحوصات بيطرية مشددة في بلد المنشأ وعند الوصول إلى المحاجر البيطرية المصرية، للتأكد من خلوها تمامًا من أي أمراض وسلامتها للاستهلاك الآدمي.
أهمية الواقعة وتأثيرها
سلطت هذه الحادثة الضوء على مدى تأثير وسرعة انتشار المعلومات، سواء كانت صحيحة أم مغلوطة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقدرتها على إثارة قلق الرأي العام في قضايا تمس حياتهم اليومية بشكل مباشر كسلامة الغذاء. كما أبرزت الواقعة أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الحكومية في التعامل بشفافية وسرعة مع الشائعات، حيث ساهم التوضيح الفوري من وزارة الزراعة في احتواء الموقف وطمأنة المواطنين وإعادة الثقة في الإجراءات الرقابية المتبعة على واردات البلاد من اللحوم والمواشي الحية.





