وزارة الزراعة توضح حقيقة نفوق الماشية في الفيديو المتداول
أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي توضيحًا شاملًا بشأن مقطع فيديو انتشر مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، يزعم ناشروه توثيقه لحالات نفوق جماعي للمواشي في إحدى المزارع المصرية نتيجة تفشي مرض الحمى القلاعية. وأكدت الوزارة أن الفيديو محل متابعة دقيقة، وأن ما جاء فيه من ادعاءات لا يمثل الواقع الفعلي لحالة الثروة الحيوانية في البلاد.

وفور تداول الفيديو خلال الأيام الماضية، سارعت الجهات المختصة داخل الوزارة، وعلى رأسها الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إلى اتخاذ إجراءات فورية للتحقق من مصداقيته ومحتواه. تضمنت هذه الإجراءات تشكيل لجان بيطرية متخصصة للنزول الميداني وتفقد المزارع والحظائر في المناطق التي أشير إليها بشكل ضمني أو مباشر في المحتوى المتداول، بالإضافة إلى فحص سجلات المتابعة الصحية للقطعان.
خلفية الفيديو المتداول ورد فعل الوزارة
يأتي هذا التوضيح في سياق حرص وزارة الزراعة على مكافحة الشائعات والمعلومات المضللة التي قد تؤثر سلبًا على قطاع الثروة الحيوانية الحيوي في مصر. وقد لوحظ أن مقطع الفيديو أثار حالة من القلق بين مربي الماشية والمستهلكين على حد سواء، خشية من تداعيات صحية واقتصادية محتملة لتفشي مرض مثل الحمى القلاعية.
أوضحت الوزارة في بيانها أن التحقيقات الأولية، والفحوصات المعملية التي أجريت على عينات من بعض المزارع، لم تسفر عن اكتشاف أي حالات نفوق جماعي للمواشي مرتبطة بوباء الحمى القلاعية بالشكل الذي صوره الفيديو. كما أشارت إلى أن بعض المقاطع المنتشرة قد تكون قديمة أو منسوبة لمواقع جغرافية خارج مصر، أو أنها توثق حالات فردية لا تعبر عن وضع عام أو تفشٍ وبائي.
تدابير الوقاية والوضع الراهن للثروة الحيوانية
تؤكد وزارة الزراعة على التزامها المستمر بتطبيق أقصى معايير الأمن الحيوي وبرامج التحصين الدورية والمكثفة لمواجهة الأمراض الوبائية التي تصيب الثروة الحيوانية، وفي مقدمتها الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع. تُنفذ هذه الحملات بانتظام في جميع أنحاء الجمهورية بالتعاون مع المربين والجهات المعنية لضمان سلامة القطعان وحمايتها من أي مخاطر صحية.
- حملات التحصين: تُجرى حملات تحصين شاملة ومنتظمة للماشية ضد الأمراض الوبائية.
- المتابعة البيطرية: توفير إشراف بيطري دوري على المزارع والمشروعات الإنتاجية.
- الترصد الوبائي: نظام قوي للترصد المبكر لأي اشتباه في ظهور أمراض.
- التوعية والإرشاد: تقديم الدعم الفني والإرشادي للمربين حول أفضل الممارسات الصحية.
وأهابت الوزارة بالمواطنين ووسائل الإعلام تحري الدقة واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية والموثوقة، محذرة من الانسياق وراء الشائعات التي تستهدف زعزعة استقرار القطاع الزراعي والاقتصادي. وشددت على أن الوضع الصحي للثروة الحيوانية في مصر مستقر وتحت السيطرة الكاملة، وأن اللحوم والمنتجات الحيوانية المتداولة في الأسواق آمنة تمامًا للاستهلاك الآدمي، نتيجة للجهود المتواصلة للمراقبة والتحصين والرعاية البيطرية.
أهمية الخبر وتأثيره
يعتبر هذا الخبر ذا أهمية بالغة نظرًا لتأثيره المباشر على عدة جوانب:
- الأمن الغذائي: تطمئن الوزارة المستهلكين بشأن سلامة المنتجات الحيوانية وتوفرها.
- الاقتصاد الزراعي: تحمي مربي الماشية من الخسائر المحتملة التي قد تنتج عن تداول الشائعات وتأثيرها على الأسواق وثقة المستهلك.
- مكافحة الشائعات: تسهم في بناء الثقة بين الحكومة والمواطنين عبر تقديم معلومات دقيقة وواضحة، مما يحد من انتشار الأخبار المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي.
- الصحة العامة: على الرغم من أن الحمى القلاعية لا تصيب البشر عادةً، إلا أن السيطرة على أمراض الحيوان هي جزء لا يتجزأ من منظومة الصحة العامة الشاملة.
تؤكد الوزارة على أن أي حالات نفوق فردية قد تحدث في بعض المزارع يتم التعامل معها بشكل فوري ومحدد وفقًا للبروتوكولات البيطرية المعتمدة، ولا تشير إلى وجود تفشٍ وبائي يهدد الثروة الحيوانية الوطنية.





