مصرع المصورين ماجد هلال وكيرلس صلاح إثر سقوطهما من رافعة في بورسعيد
في حادث مأساوي هز مدينة بورسعيد المصرية، لقي المصوران الشابان ماجد هلال وكيرلس صلاح مصرعهما مساء يوم الجمعة، 27 أكتوبر 2023، بعد سقوطهما من ارتفاع شاهق أثناء تأدية عملهما. وقع الحادث في المنطقة الصناعية جنوب المحافظة، وأثار موجة واسعة من الحزن والصدمة في الأوساط المجتمعية والفنية، كما سلط الضوء على قضية معايير السلامة المهنية للعاملين في المهن الإبداعية الحرة.

تفاصيل الحادث المأساوي
كان المصوران الشابان، اللذان عرفا بشغفهما واجتهادهما في مجال التصوير الفوتوغرافي، قد تم التعاقد معهما لتصوير مصنع حديث الإنشاء. وفي محاولة منهما للحصول على لقطات جوية واسعة للموقع، استخدما رافعة شوكية (ونش) لرفعهما إلى الأعلى. ووفقًا للمعلومات المتداولة والتحقيقات الأولية، كانا يقفان داخل صندوق خشبي أو منصة غير مجهزة تم وضعها على شوكتي الرافعة، وهو إجراء يفتقر لأبسط معايير الأمان والسلامة.
أثناء وجودهما على ارتفاع يُقدر بما بين 10 و 15 مترًا، اختل توازن المنصة التي كانا عليها بشكل مفاجئ، مما أدى إلى سقوطهما العنيف على الأرض. تم نقلهما على الفور إلى مستشفى الزهور المركزي في حالة حرجة، إلا أن الطواقم الطبية أعلنت وفاتهما فور وصولهما متأثرين بالإصابات البالغة التي لحقت بهما جراء السقوط.
التحقيقات الرسمية
فور وقوع الحادث، باشرت النيابة العامة في بورسعيد تحقيقات موسعة لكشف ملابساته وتحديد المسؤوليات. انتقل فريق من المحققين إلى موقع الحادث لمعاينته وجمع الأدلة، كما تم التحفظ على الرافعة المستخدمة لفحصها فنيًا. وأمرت النيابة باستدعاء شهود العيان، بالإضافة إلى صاحب المصنع ومشغل الرافعة، للاستماع إلى أقوالهم.
تركزت التحقيقات بشكل أساسي حول مدى الالتزام بإجراءات السلامة والأمن الصناعي في موقع العمل، وما إذا كان هناك إهمال أو تقصير أدى إلى وقوع هذه الكارثة. كما شملت الإجراءات ندب الطب الشرعي لتشريح جثماني الضحيتين وتحديد أسباب الوفاة بشكل دقيق، وإعداد تقرير مفصل حول الإصابات التي أودت بحياتهما.
صدمة وردود فعل واسعة
خلّف رحيل ماجد هلال (24 عامًا) وكيرلس صلاح (22 عامًا) حالة من الصدمة والحزن العميق، ليس فقط في مدينة بورسعيد، بل في مجتمع المصورين في جميع أنحاء مصر. وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لتقديم العزاء ونشر صورهما وأعمالهما، حيث أشاد زملاؤهما وأصدقاؤهما بموهبتهما وأخلاقهما العالية وطموحهما الذي انقطع فجأة.
كما أصدرت نقابة المصورين بيانًا رسميًا نعت فيه الشابين الراحلين، معبرة عن أسفها الشديد للحادث الأليم. وقد أبرزت هذه الفاجعة المخاطر التي قد يتعرض لها المصورون المستقلون في سبيل الحصول على لقطة مميزة، وفتحت نقاشًا جادًا حول ضرورة توفير بيئات عمل آمنة وتشديد الرقابة على تطبيق معايير السلامة المهنية لحماية أرواحهم.
شُيعت جنازتاهما في اليوم التالي للحادث وسط حضور حاشد من الأهل والأصدقاء وأبناء المدينة، حيث أقيمت صلاة الجنازة على ماجد هلال في المسجد التوفيقي، بينما أقيمت صلاة الجنازة على كيرلس صلاح في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، في مشهد عكس حالة الحزن المشترك التي وحدت الجميع.




