معالي زايد: الجمع بين التمثيل والفن التشكيلي في مسيرة إبداعية فريدة
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة معالي زايد، التي تُعد واحدة من أبرز نجمات السينما والتلفزيون في مصر والعالم العربي. بفضل موهبتها الاستثنائية وحضورها الطاغي، تركت زايد بصمة لا تُمحى في قلوب جمهورها وفي ذاكرة الفن المصري والعربي، حيث أبدعت في مجالات فنية متعددة.

مسيرة فنية استثنائية
وُلدت معالي عبد الله المنياوي بالقاهرة في الخامس من نوفمبر عام 1953، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1975. امتدت مسيرتها الفنية لأكثر من ثلاثة عقود، اتسمت بتنوع أدوارها في السينما والتلفزيون والمسرح. عُرفت بقدرتها الفائقة على تجسيد شخصيات معقدة بعمق وأصالة، سواء كانت نساء قويات مستقلات أو شخصيات أكثر ضعفاً وحساسية.
من أبرز أعمالها السينمائية "السادة الرجال"، "للحب قصة أخيرة"، "الشقة من حق الزوجة"، و"أبو الدهب"، حيث نال أداؤها إشادة نقدية واسعة وتفاعلاً كبيراً من الجمهور. وفي التلفزيون، تألقت في مسلسلات لا تُنسى مثل "دموع في عيون وقحة" و"الحاوي". غالبًا ما تناولت أدوارها قضايا اجتماعية مهمة وتحدت التقاليد، مما عكس رؤيتها الفنية المتقدمة.
إبداع يتجاوز التمثيل: الفن التشكيلي
إلى جانب مسيرتها التمثيلية المزدهرة، امتلكت معالي زايد شغفًا عميقًا بالفن التشكيلي، وهو جانب أقل شهرة ولكن لا يقل أهمية في هويتها الفنية. لم تكن مجرد مُعجبة بالفنون البصرية؛ بل كانت ممارسة نشطة لها، مكرسة وقتًا طويلاً للرسم. هذا المسار الفني المزدوج ميزها عن العديد من معاصريها.
لم يكن انخراطها في الفن التشكيلي مجرد هواية، بل جزءًا لا يتجزأ من تكوينها الفني. تشير المصادر إلى أنها أقامت عدة معارض فنية لعرض لوحاتها. أتاح لها هذا المنفذ الإبداعي التعبير عن جوانب مختلفة من رؤيتها الفنية، وغالبًا ما استكشفت من خلاله موضوعات متميزة عن أدوارها التمثيلية. يُعتقد أن الانضباط والمنظور المكتسبين من ممارستها للرسم قد أثريا تمثيلها، مما منحها فهمًا أعمق للجماليات والتكوين والتعبير العاطفي.
الأثر والذكرى
رحلت الفنانة معالي زايد عن عالمنا في العاشر من نوفمبر عام 2014، بعد صراع مع المرض، مخلفة وراءها إرثًا فنيًا غنيًا يجسد التنوع والإبداع. تُذكر زايد ليس فقط بأدائها الفردي المتميز، بل كفنانة احتضنت بشجاعة أشكالًا مختلفة من التعبير الفني.
لا تزال أيقونة للفن المصري، وما زالت أعمالها تُحتفى بها وتُدرس حتى اليوم. ويمثل مزيجها الفريد من براعة التمثيل وتفانيها في الفنون التشكيلية مصدر إلهام، مؤكدًا الطبيعة متعددة الأوجه للموهبة الفنية الحقيقية. ويُبرز التذكر المستمر لأعمالها أهميتها الدائمة وتأثيرها العميق على الثقافة والفن.





