معرض «منار أبوظبى 2025»: الفن الضوئى يدعم التفاعل المجتمعى
مع انطلاق النسخة الثانية من معرض «منار أبوظبى»، الذي يقام في الفترة من 10 نوفمبر 2024 وحتى 30 يناير 2025، تتجه أنظار العالم نحو العاصمة الإماراتية التي تحتضن تجربة ضوئية فريدة تهدف إلى دمج الفن البصري مع النسيج المجتمعي. يعكس هذا الحدث الثقافي الطموح رؤية أبوظبي في تحويل المساحات العامة إلى منصات للإبداع والابتكار، مؤكدًا على التزام الإمارة بتعزيز المشهد الفني وتوفير فرص غنية للتفاعل الثقافي والفني للسكان والزوار على حد سواء.

تُقدم هذه الدورة من المعرض مجموعة واسعة من الأعمال الفنية التركيبية الضوئية التي أبدعها فنانون محليون وعالميون مرموقون. تتوزع هذه الأعمال عبر مواقع أيقونية في أنحاء الإمارة، بما في ذلك الواجهات البحرية، الأحياء التاريخية، والمعالم الحديثة، مما يحول المدينة بأكملها إلى معرض فني مفتوح يستكشف العلاقة بين الضوء، الفن، والطبيعة البشرية. يهدف «منار أبوظبى» إلى تجاوز حدود العرض الفني التقليدي، مقدمًا تجارب غامرة ومشجعة للمشاركة، مما يعزز الحوار والتواصل بين الجمهور والأعمال الفنية.
الخلفية والرؤية الثقافية
يأتي معرض «منار أبوظبى» ضمن استراتيجية أبوظبي الأوسع لترسيخ مكانتها كمركز ثقافي وفني رائد على الصعيدين الإقليمي والعالمي. تعكس هذه المبادرة التزام الإمارة بتعزيز الإبداع ودعم المواهب الفنية، مع التركيز على جعل الفن متاحًا للجميع وخلق بيئة حيوية للتبادل الثقافي. تهدف هذه الرؤية إلى استخدام الفن كأداة للتحول الحضري والتنمية المجتمعية، حيث يتم دمج الأعمال الفنية في الحياة اليومية للمدينة، مما يثري تجربة المقيمين والزوار.
تُعد النسخة الحالية امتدادًا للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، حيث تسعى إلى البناء على هذا الزخم من خلال تقديم أعمال أكثر ابتكارًا وتوسع في نطاق المشاركة الفنية والجغرافية. ترتكز الرؤية على فكرة أن الفن ليس حكرًا على المعارض المغلقة، بل يجب أن يتغلغل في المساحات العامة ليلامس حياة الناس ويشعل شرارة الحوار والإلهام. وتُشدد المبادرة على أهمية الفن الضوئي بشكل خاص لقدرته على تغيير الإدراك المكاني وخلق بيئات ساحرة تتفاعل مع محيطها الطبيعي والمعماري.
الأهمية والتأثير المجتمعي والاقتصادي
يمثل «منار أبوظبى» أكثر من مجرد معرض فني؛ إنه محرك للتنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الإمارة. من خلال جذب فنانين عالميين واستقطاب الزوار من جميع أنحاء العالم، يعزز الحدث مكانة أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية فريدة. الأثر يتجاوز الجانب السياحي ليطال النسيج المجتمعي، حيث يُشجع السكان على استكشاف مدينتهم من منظور جديد والتفاعل مع الفن في بيئات غير تقليدية.
- تعزيز المشهد الثقافي والفني: يوفر المعرض منصة للمواهب المحلية والدولية لعرض أعمالها، مما يثري التنوع الفني في الإمارة ويدعم الحركة الإبداعية.
- جذب الزوار والسياح: كحدث فني ضوئي فريد من نوعه، يجذب المعرض أعدادًا كبيرة من الزوار، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويدعم قطاعات الضيافة والسياحة.
- توفير منصة للفنانين: يتيح «منار أبوظبى» للفنانين فرصة لتجربة تقنيات جديدة والتفاعل مع جمهور واسع، مما يدعم مسيرتهم المهنية ويوسع آفاقهم الإبداعية.
- إشراك المجتمع في الفن: من خلال التركيبات التفاعلية وورش العمل المصاحبة، يُشجع المعرض جميع فئات المجتمع على المشاركة والتعبير عن أنفسهم، مما يعزز الإحساس بالانتماء والتواصل.
- تحويل المساحات العامة: تعمل الأعمال الفنية الضوئية على إعادة تعريف المساحات الحضرية والطبيعية، مما يضفي عليها أبعادًا جمالية ووظيفية جديدة ويجعلها أكثر جاذبية للعامة.
التطورات والمبادرات المصاحبة
لضمان تجربة متكاملة، يتضمن برنامج «منار أبوظبى» لهذا العام مجموعة من المبادرات المصاحبة، بما في ذلك ورش عمل فنية، حوارات مع فنانين، وعروض أدائية تعزز التفاعل. تهدف هذه الأنشطة إلى توسيع نطاق الفائدة التعليمية والثقافية للمعرض، مما يجعله تجربة غنية ليس فقط للمتلقين ولكن أيضًا للمشاركين. وتُقام هذه الفعاليات في مواقع متنوعة، لتوسيع نطاق الوصول وتلبية اهتمامات شرائح مختلفة من الجمهور.
تُبرز هذه الدورة أيضًا التركيز على الاستدامة البيئية، حيث تُستخدم العديد من التركيبات الفنية تقنيات إضاءة موفرة للطاقة وتُشجع على استخدام المواد المستدامة في التصميم. يعكس هذا التوجه التزام أبوظبي بالمسؤولية البيئية، حتى في سياق الفعاليات الثقافية الكبرى. من المتوقع أن يستمر «منار أبوظبى» في النمو والتطور ليصبح علامة فارقة في التقويم الثقافي العالمي، مع كل نسخة جديدة تقدم تجارب أكثر إبهارًا وعمقًا.




