معرض منار أبوظبي يعود تحت شعار "دليلك نجم سهيل" ليضيء العاصمة والعين بفنون ضوئية مبهرة
أعلنت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عن عودة معرض منار أبوظبي، التجربة الفنية الضوئية الرائدة، تحت عنوان "دليلك نجم سهيل". يهدف المعرض إلى تحويل المشهد الليلي لإمارة أبوظبي، بما في ذلك جزرها، غابات القرم، وواحاتها التاريخية، إلى فضاءات عرض فنية فريدة من نوعها. تستمر هذه الفعالية الفنية المبتكرة حتى تاريخ 4 يناير 2026، مما يمنح الجمهور وزوار الإمارة فرصة طويلة للاستمتاع بالأعمال الفنية التي تجمع بين الإبداع البصري والتراث الثقافي الغني للمنطقة. يأتي هذا الحدث ليؤكد التزام الإمارة بتعزيز الفن العام وإتاحته لأوسع شريحة من المجتمع.

خلفية المعرض وأهميته الثقافية والتراثية
يمثل معرض "منار أبوظبي" مبادرة طموحة من قبل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز ثقافي وفني عالمي رائد. كلمة "منار" في اللغة العربية تعني "منارة"، وهو ما يعكس الدور المحوري للمعرض في إضاءة وتوجيه الأنظار نحو المشهد الفني المتنامي والمزدهر في المنطقة. أما اختيار عنوان "دليلك نجم سهيل" فيستلهم من الأهمية التاريخية والثقافية العميقة لنجم سهيل في الحضارة العربية. لطالما كان نجم سهيل مرجعاً موثوقاً للملاحة والتوجيه في الصحراء والبحر منذ قرون، كما يرتبط ظهوره بقدوم فصل الخريف واعتدال الطقس بعد أشهر الصيف الحارة. هذا الربط الرمزي يضيف طبقة من العمق للمعرض، حيث تصبح الأعمال الفنية الضوئية بمثابة "نجوم" بصرية توجه الزوار عبر فضاءات الإمارة المتنوعة، وتضيء معالمها الطبيعية والتراثية ببعد جديد من الجمال، التأمل، والارتباط بالماضي.
تكمن أهمية المعرض في قدرته الفريدة على دمج الفن المعاصر والتكنولوجيا الحديثة مع البيئة الطبيعية الخلابة والتراث المحلي الأصيل. فهو لا يقدم مجرد أعمال فنية تُعرض في قاعات تقليدية، بل يخلق تجربة تفاعلية وغامرة، حيث يتحول الضوء إلى لغة فنية معبرة تتحدث عن التاريخ، الطبيعة، الابتكار، والمستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يساهم المعرض بفعالية في إثراء الحياة الثقافية للمجتمع المحلي، ويوفر منصة حيوية للفنانين المحليين والدوليين المرموقين لعرض إبداعاتهم في سياقات غير تقليدية ومفتوحة، مما يعزز التبادل الثقافي والفني.
المعالم الفنية والتغطية الجغرافية الواسعة
يتوزع معرض منار أبوظبي على عدة مواقع استراتيجية ومتنوعة عبر أنحاء الإمارة، تم اختيارها بعناية لتعزيز التفاعل بين الفن والمحيط. تشمل هذه المواقع:
- الجزر الطبيعية الساحرة: حيث تتفاعل الأعمال الضوئية مع التضاريس البحرية الفريدة والمياه المحيطة، مما يخلق مناظر طبيعية مضيئة آسرة تظهر جمال الجزر من منظور جديد.
- غابات القرم الحيوية: يتم تسليط الضوء على الأهمية البيئية والجمالية لهذه النظم البيئية الحيوية من خلال تركيبات فنية مبتكرة تبرز تفاصيلها الخفية.
- الواحات التاريخية العريقة: مثل واحة العين المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث تمتزج الفنون الضوئية الحديثة مع أشجار النخيل والنظام البيئي القديم، لتقديم منظور جديد على التراث الغني للمكان وربطه بالحداثة.
- المواقع الحضرية والساحلية البارزة في كل من مدينتي أبوظبي والعين، بما في ذلك الشواطئ العامة، المتنزهات، والمناطق الحضرية الرئيسية، مما يضمن وصول الفن إلى أوسع شريحة من الجمهور ويجعله جزءاً من النسيج اليومي للمدينة.
تهدف هذه التغطية الجغرافية الواسعة إلى جعل الفن في متناول الجميع، وتحويل الإمارة بأكملها إلى معرض مفتوح ضخم يضيء لياليها. يتعاون المعرض مع مجموعة من الفنانين الموهوبين والمعروفين عالمياً وإقليمياً، الذين يقدمون أعمالاً فنية مبتكرة تستخدم طيفاً واسعاً من تقنيات الإضاءة، بدءاً من الإسقاطات الضوئية التفاعلية، مروراً بالمنحوتات المضيئة الديناميكية، وصولاً إلى التركيبات الفنية التفاعلية المعقدة، كل ذلك ضمن إطار يحترم البيئة الطبيعية ويحافظ عليها ويستخدمها كخلفية ملهمة.
التأثير المتوقع والرؤية المستقبلية
من المتوقع أن يعزز معرض منار أبوظبي بشكل كبير مكانة الإمارة كوجهة سياحية وثقافية رائدة على الخريطة العالمية. فهو لا يجذب الزوار من داخل الدولة فحسب، بل يستقطب أيضاً السياح وعشاق الفن من مختلف أنحاء العالم، مما ينشط القطاع السياحي ويسهم بفعالية في دعم الاقتصاد المحلي. كما أنه يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الوعي بالفن العام، وجعله متاحاً للجمهور الواسع، ويشجع على الحوار الثقافي والتفاعل البناء بين مختلف الثقافات والخلفيات. من خلال تقديم الفن في سياقات غير تقليدية وخارج الجدران المغلقة للمتاحف، يهدف المعرض إلى إعادة تعريف العلاقة بين الجمهور والأعمال الفنية، وجعل التجارب الفنية جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية والمشهد الحضري.
إن استمرار المعرض حتى عام 2026 يشير إلى التزام طويل الأمد وراسخ من قبل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بهذه المبادرة الفنية والثقافية الهامة. هذا التمديد الزمني الطويل يتيح المجال لتطوير أعمال فنية جديدة ومبتكرة بشكل مستمر، وإضافة مواقع عرض أخرى، وتوسيع نطاق المشاركة الفنية ليشمل المزيد من الفنانين والتقنيات، مما يضمن أن يظل "منار أبوظبي" في طليعة الفعاليات الثقافية المبتكرة ليس فقط في المنطقة ولكن على مستوى العالم، ويقدم تجربة متجددة ومثيرة للاهتمام عاماً بعد عام.




