احتفال "نور الرياض" 2025: الفنون الضوئية تضيء محطات قطارات العاصمة
انطلقت يوم الخميس الماضي فعاليات النسخة الخامسة من احتفال "نور الرياض"، الذي يُعرف باسم "نور الرياض 2025"، في خطوة فنية تهدف إلى تحويل ست محطات رئيسية لقطار الرياض إلى صالات عرض ضوئية متألقة. يشارك في هذا الحدث البارز 59 فناناً من 24 دولة مختلفة، ليقدموا 60 عملاً فنياً ضوئياً مبتكراً، مزجاً بين التكنولوجيا الحديثة والإبداع الفني لتقديم تجربة بصرية فريدة للجمهور.

خلفية عن احتفال نور الرياض
يُعد احتفال "نور الرياض" أحد أكبر مهرجانات الفن الضوئي في العالم، وجزءاً محورياً من برنامج "الرياض آرت"، وهو أحد أربعة مشاريع فنية كبرى أطلقتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض. يندرج هذا البرنامج الطموح ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحويل العاصمة السعودية إلى معرض فني مفتوح ومنصة ثقافية عالمية. منذ إطلاقه، حرص الاحتفال على إثراء المشهد الثقافي والفني في المدينة، مقدماً أعمالاً فنية تتفاعل مع الفضاءات الحضرية وتُضفي عليها أبعاداً جمالية جديدة. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز جودة الحياة لسكان وزوار الرياض، وتشجيع الإبداع الفني، وتقديم تجارب ثقافية استثنائية تسهم في بناء مجتمع حيوي ومزدهر.
تحويل محطات القطارات إلى صالات عرض فنية
تكتسب النسخة الخامسة من "نور الرياض" أهمية خاصة بتركيزها على محطات القطارات، التي تُعد شرايين حيوية للمدينة ونقاط التقاء يومية لآلاف الأشخاص. يُعتبر هذا الاختيار استراتيجياً لعدة أسباب:
- إضفاء طابع جمالي على البنية التحتية: يحول الفن الضوئي هذه المساحات الوظيفية إلى تحف فنية، مما يرفع من مستوى التجربة الجمالية للمسافرين والزوار.
- تعزيز الوصول للفن: بوضع الأعمال الفنية في أماكن عامة وشعبية مثل محطات القطارات، يصبح الفن متاحاً لشريحة أوسع من المجتمع، بدلاً من اقتصاره على المعارض التقليدية.
- دمج الفن بالحياة اليومية: يساهم هذا النهج في دمج الفن بسلاسة في النسيج الحضري والحياة اليومية للمواطنين والمقيمين.
- رمز للتطور والحداثة: يعكس استخدام محطات القطارات، التي تمثل رمزاً للتطور العمراني والنقل الحديث، مدى التقدم الذي تشهده الرياض في المزج بين الحداثة والثقافة.
تتنوع الأعمال الفنية المعروضة لتشمل تركيبات ضوئية تفاعلية، وعروضاً مرئية مبهرة، ومنحوتات ضوئية تستكشف مفاهيم مختلفة مثل التراث، المستقبل، الطبيعة، والتكنولوجيا. يُقدم الفنانون المشاركون، الذين يمثلون خلفيات ثقافية وفنية متنوعة، رؤى عالمية تعكس الثراء الفني والتبادل الثقافي الذي يسعى الاحتفال لتحقيقه.
الأهداف والتأثير
لا يقتصر تأثير "نور الرياض 2025" على الجانب الجمالي فحسب، بل يمتد ليشمل أبعاداً أوسع:
- دعم المواهب المحلية والعالمية: يوفر الاحتفال منصة للفنانين لعرض أعمالهم والتفاعل مع جمهور واسع، مما يسهم في تطوير المشهد الفني المحلي والدولي.
- تعزيز مكانة الرياض الثقافية: يرسخ الاحتفال مكانة الرياض كمركز ثقافي وفني رائد على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
- تحفيز الاقتصاد الإبداعي: يساهم في تنشيط الاقتصاد الإبداعي من خلال جذب الزوار والسياح، وخلق فرص عمل في قطاعات الفن والثقافة.
- بناء جسور التواصل الثقافي: من خلال مشاركة فنانين من 24 دولة، يعزز الاحتفال الحوار الثقافي والتفاهم بين الشعوب.
بهذه النسخة، يواصل "نور الرياض" مسيرته في إلقاء الضوء على جماليات الفن الضوئي وتأثيره التحويلي على البيئات الحضرية، مقدماً للجمهور تجربة لا تُنسى تجمع بين الابتكار الفني وروعة المكان.




